
فتح الله الرمضاني
إنهم
يتمادون في عهرهم يوم بعد يوم ومقال بعد مقال، هم هكذا أولئك الذين يلعبون
على كل الخيوط ويستغلون كل الظروف المفرحة منها أو الموجعة من أجل أن
يفرغوا حقدهم وغلهم إتجاه الأخر.
إنهم
يحاولون جاهدين تحريف الوقائع وتزييف الأحداث حتى يسوقوا تلك الصورة التي
يعتقدون، حتى يصوروا للمغاربة أن الإتحاديين يكرهون بعضهم ، وأن إختلافهم
يستمر حتى بوفاة أحدهم، إنهم يحاولون إخبار الناس أن ذكرهم لمحاسن وخصال
السي الزايدي اليوم تؤرق بعضنا وتستفزنا والأصل أن ما يؤرقنا وما يستفزنا
هو العهر الذي يميز طريقتهم في إستحضار السي أحمد ،هو إستغلالهم لفاجعة
ألمت بنا في تصفية حساباتهم معنا ، هو عملهم جاهدين على جعل السي أحمد
إتحاديا غير كل الإتحاديين، الأصل أن ما يستفزنا هو تذكرهم اليوم فقط أخلاق
و محاسن السي أحمد وتغاظيهم عنها يوم كان حيّا ،فلم يسبق لنا يوما أن
سمعنا أنهم قالوا فيه كلاما حسنا منتصرين له ضد خصومه الحقيقيين كما
يستميتون اليوم في الإنتصار له ضد حزبه، لم يسبق لنا أن سمعنا أنهم إستثنوا
إتحاديا واحدا من أوصافهم القدحية ومن تعليقاتهم الحقودة ومن إتهاماتهم
الجاهزة والمجانية التي كانت تكتب تحت الطلب لتصبح اليوم تكتب من دونه
كدليل على الوفاء لمن يهمهم ضرب الإتحاد.
أتكلم
هنا عن العهر وأستسمح كل العاهرات، أستسمح تلك التي تبيح فرجها من أجل أن
تعيش ، أستسمح حتى تلك التي تمارس دعارة راقية لكي تعيش حياة راقية فهي
تمارس عهرها مع من أراد ذلك ولا طرف أخر تستهدفه بعهرها،أتكلم عن العهر
وأستسمح كل من تستهويه المتعة التي تقدمها له العاهرات، لا أتكلم أصلا هنا
عن هذا النوع من العهر، هو عهر من نوع أخر يجمع الصحفي بالسياسي. يجمع
الصحفي الذي يتعدى دوره نقل الخبر كما هو وكما كان إلى معاودة إخراجه
وتأليفه وقراءته بما يخدم مصالحه وذلك السياسي الذي يرى أن كل شيء مباح في
معاركه السياسية.عهر يجمع السياسي الحاكم الذي لا يفهم في أي شيء – ربما
موقعه يبين بشكل واضح لكل متتبع قصوره في الفهم من خلال الطريقة التي
يتعاطى بها مع ما يطرح عليه من إشكالات – والصحفي الذي يفهم في كل شيء
فيكفي الإضطلاع على مقالاته التي تبين مدى تجربته وخبرته ،فهو قادر على
الرصد والتحليل والإستنتاج في كل القضايا، هذه المقالات التي تعج بالمواقف
والأحكام والإتهامات التي تعكس نظرة صاحبها للأحزاب الحقيقية وللدولة
وللقضاء الذي يريده صديقنا مستقلا مع وقف التنفيذ والذي حمّله دات إفتتاحية
ما لا تطاقه مقومات الدولة الديمقراطية ناهلا من توصيفات ومواقف وزير
العدل وحزبه وشبيبته.
أتكلم
هنا عن عهر صحفي يجعل صاحبه مسخرا للدفاع عن الإستبداد وجعل تمثلاته
إختيارات حثمية وضرورية للمغاربة وللمغرب، ذلك الصحفي الذي يميل أينما مالت
رياح الإستبداد والذي يجعل من الوقوف ضده وجها من وجوه الإبتزاز والمساومة
وفقط ، ذلك الصحفي الذي يتكلم في مقالاته عن قيم وعن أخلاقيات دائما ما
نلاحظ إنعدامها في ممارساته.ذلك الصحفي السطحي الذي يعالج قضايا كبيرة بعقل
صغير مسخر كألية للتطبيل والتظليل كإفتتاحية جريدته التي خصصها يوما من
الأيام كالعادة للتماهي مع قرارات الحكومة اللاشعبية دات الظهر القصير
معتبرا أن الحل السحري للمغرب ولميزانيته رهين بتقليص كلفة أجور الموظفين
وليس كل الموظفين ، بل إستهدف صاحبنا الصغار منهم فقط متجاوزا حتى التذكير
بما يتقضاه كبارهم ّ،ببساطة لأنه أصبح واحدا منهم . صحفي مليونير في بلد
فقير وفي زمن قياسي لا يتعدى العشر سنين . وصاحبنا يعي جيدا أنه أمر مستحيل
في دولة ديمقراطية بحق ، مستحيل جدا في دول تسهر على إستخلاص ضرائب
الشركات المشتغلة فيها ولا تخضع لإبتزاز محترفي النصب والإحتيال خدّام
النافذين. ولكنه يعي جدّا أنه أمر ممكن حينما يسود العبث لهذا فهو يجتهد
قدر الإمكان للحفاظ على هذا العبث وتكريسه.
العهر
الصحفي هنا هو عندما يبيح الصحفي جريدته كصاحبنا بالضبط كما تبيح العاهرة
فرجها للذي يدفع أكثر ، بل أكثر من هذا هو عهر موجه للأخر إتحاديا كان أو
يساريا وحتى أمازيغيا المهم هو عهر وحقد بمقابل موجه لكل من هو ضد هذه
الحكومة وضد الحزب الإسلاموي فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق