2014/12/15

حسن طارق و دومو يروجان لخطاب الفاشية و الديماغوجية

 

عبد الله المليحي
لجأ حسن طارق، في لقاء، بالعرائش، نظمته الجماعة التي تطلق على نفسها “تيار الإنفتاح “، إلى لغة لا تليق بأستاذ جامعي، حيث أكدا “أن غالبية النخب لا تستحق ثقة المغاربة”.
جاء ذلك في التغطية التي نشرتها الجريدة الإلكترونية، “اليوم 24″، التابعة لتوفيق يوعشرين، القريب من حزب “العدالة و التنمية”. و التي ذكرت كلاما لطارق، من الصعوبة أن يكون صادرا عن أستاذ جامعي، يضع فيهم المجتمع الثقة لتدريس الطالبات و الطلبة.
فقد طالب هذا “الأستاذ” بضرورة “قيام المغاربة بـ”ثورة” داخل الأحزاب السياسية، التي “لا تنتج إلا الفساد والقبح، دون أن يذكر لمن تنتمي هذه النخب، و من هي الأحزاب التي يقصدها، و ما هي الحجج التي يتوفر عليها لاتهام غالبية النخب بالفساد…
و يعلم أي مبتدإ في المناهج العلمية، أن التعميم الذي لجأ إليه طارق، لا يصح لأنه لا يقدم أي شئء ملموس، سوى كلاما بلا معنى، حيث لا يوضح فيه بالدليل ما هي أوجه الفساد الذي مارسته أغلبية النخب، كما يدعي، و من هي هذه النخب، و لماذا يضع نفسه خارجها؟
من المعلوم أن مثل هذا الخطاب، يصدر عادة عن جهتين: أولاهما، هي الجماعات المتطرفة، اليسارية و الأصولية، التي تطعن في مصداقية النخب، و القادة السياسيين و الأحزاب السياسية، بهدف تمرير مشروعها، الذي يسعى إلى تقويض النظام القائم، لإقامة نظام آخر محله. و تستعمل هذه الجماعات، عادة، خطاب العفة و الطهرانية، لكنها في الحقيقة تكون بعيدة كل البعد عن هذا،  كما بينت التجارب المختلفة.
أما الجهة الثانية التي تلعب على هذه النغمة، أيضا، فهي الجماعات الفاشية، و الأنظمة الديكتاتورية، التي يكون هدفها الطعن في مصداقية الطبقة السياسية، قصد إبعاد الجماهير عن السياسة و عن الإنخراط في الأحزاب، و دفعها إلى مقاطعة الإنتخابات، قصد تبرير استبداد الحاكم، و تمرير الحكم المطلق.
و هذا بالضبط ما عمل على ترويجه النظام، خاصة في الستينات و السبعينات، و ما أبدع فيه جهاز “الكاب 1″، تحت قيادة السئء الذكر، الجنرال أوفقير، و الذي ما زال بعض تلامذته، يسيرون على خطاه، إلى يومنا هذا.
و في نفس الإتجاه نشرت الجريدة، التي أصبحت لسان حال هذه المجموعة، أن عبد العالي دومو قال في هذا الإجتماع، بأن الأحزاب “نواد مغلقة”، و لذلك تفشى العزوف في الإنتخابات.
 و هو يسير في نفس النهج الذي سار فيه طارق، و كذلك يحاول تبرئة نفسه مما كان يقوم به دائما، في  كل مؤتمرات الحزب التي شارك فيها، حيث كان يأتي بأنصاره من المؤتمرين، و ينظمهم في طابور، يتبعونه حيث حل و ارتحل، و يسكنهم خارج الأمكنة المخصصة لباقي المؤتمرين، و يمنع اي احد من الإتصال بهم. أليس هذا هو النادي المغلق؟  و هذه صورة يعرفها كل مناضلي الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
كما اتهم الأحزاب بسياسة “ملء الجيوب والوصول إلى المواقع”، ودعا إلى “انتفاضة لتصحيح الأوضاع”. و في الحقيقة إن من يصح عليه هذا الكلام أكثر من غيره، هو دومو بالذات، الذي راكم ثروة ضخمة في ظرف سنوات قليلة، و ملأ جيوبه كما أراد، و عليه باسم الشفافية أن يوضح من أين أتى بكل هذا؟
و في نهاية المطاف، إن م قاله طارق و دومو، يدخل في إطار سياسة المزايدات، قصد دغدغة شعور الناس، و محاولة الظهور بمظهر النظافة، بكلام لا يمكن أن يقبل من أستاذين جامعيين، لأنه كلام مقاهي، لا أقل و لا أكثر.
                                                               عضو منتخب باللجنة الادارية الوطنية               
                                        كاتب فرع الرباط حسان                                        

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع