سعيد فاتحي
عوض الإفصاح عن
ماهية و مواطن خلافهم السياسي مع القيادة الحزبية الحالية، و عوض تقديم و
بسط العرض السياسي “الجديد” الذي علی أساسه قرروا الانصراف لفتح دكان جديد
“لاكتساح ” الساحة السياسية، و عوض تفرغهم ، و هم في طور البناء، لإخراج
مولودهم “المبارك”…
عوض كل هذا،
لاحظنا و معنا جموع من المهتمين، و المناضلين، بأن “المشروع الانشقاقي”
يعتمد في جزء كبير منه ، علی حرب استنزاف، و محاولة تعطيل للدينامية
الحزبية، و خلق و تعميم الإشاعات، و سب و تتفيه و تخوين كل من لازال
يقول”ربي الله” ، و تتبع حركات و سكنات الكاتب الأول، و الاتحاديات و
الاتحاديين الذين لا زالوا يتوسمون خيرا في حزبهم…موظفين في ذلك كتيبة من
المواقع و الصحف و الكتبة”المستقلين جداً”، و البروفايلات الوهمية/الجبانة،
و مقتدين بمقولة”لا ذهاب إلا بعد الخراب” و متمثلين لنكتة”مالك مزغب”…
طبعاً ، أمام التيه الذي يعيشونه، و أمام انسداد الأفق في
وجههم، و أمام الغياب المطلق ، و لو لشبح مشروع، يعبؤون حوله. .فمن الطبيعي
أن يهربوا إلی الأمام ، باحثين عن مرتع آخر لمآربهم، مشفى نفسي يداوون ،أو
علی الأقل يدارون فيه، أعطابهم،ماخور يحتضن عهرهم، و مشجب يعلقون عليه
فشلهم. ..
لم يسبق للحياة السياسية أن عرفت مثل هذه الظاهرة، حيث حزب
علی عتبة الميلاد و لا يعرف زبناؤه المفترضين ماهيته، خطه السياسي،
مرجعيته، مواقفه (من الدستور، الحكومة،الدولة، الوضع الاجتماعي و
الاقتصادي، التحالفات الانتخابية و السياسية، …)..
كل ما نعرفه عن هؤلاء، أنهم des mauvais perdants, بينهم بعض
supers militants،،، شاركوا و انهزموا ، ثم تفاوضوا فأخفقوا، ثم ساوموا و
ابتزوا ، و خسؤوا. ..و بعد كل ذلك قرروا أن ينشقوا. .داعين الناس إلی جعل
ذواتهم المريضة ، مشروعا و حتی لا نبخس الإخوان أشياءهم. .لابد أن نقر بأن
كتابات بعضهم تقدم لنا un avant goût، لما يحضرونه_ أو بالأحرى أوحي لهم به
….و هي خربشات مهادنة و متواطئة حد التبعية ، غايتها تحالف مستقبلي هجين
(باسم معارضة حالية بناءة و نصوحة)..و بديلا..
نحن علی يقين تام بأن غالبية مريدي المنشقين، لا يعلمون شيئاً عن ماهية ما يطبخ باسمهم. ..و لكن للأسف، فهم حطب هذه الحرب القذرة. .
لذا فإن ما نتطلع له حقيقة، هو أن يتكلم منظرو و زعماء
الانشقاق (ألم يقل سقراط::تكلم لأراك)…و أن يكفوا عن الاختباء وراء الصغار
(الصادقين)…لأن عرضا سياسيا جديدا ،لا يحتاج إلى مثل هكذا تعبئة غير منتجة،
و لا إلی خدام يخوضون حربا حقيرة بالوكالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق