2014/12/22

«الشوهة» أو تشويه سمعة المغرب

نتيجة بحث الصور عن صور عبد اللطيف جبرو

عبد اللطيف جبرو
مهما كانت القرارات والإجراءات التي يمكن أن تتخذها السلطات العمومية جراء الفيضانات التي غمرت أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله فلا شيء يمكن أن يساعد المغرب على تلافي المزيد من تداعيات هذه الفضيحة بالنسبة لعامة الناس من المغاربة أو على الصعيد الدولي.
إنها الشوهة كما يقول المغاربة. ففي بلادنا يقرر المسؤولون في هذا الزمان صرف الملايير لإقامة تجهيزات مختلفة لتكون النتيجة النهائية عدم صلاحيتها.
ويعود السبب إلى استفحال ظاهرة الفساد التي تعم العديد من المرافق الإدارية. وهو فساد يتجلى في الاستخفاف بالمال العام من خلال سوء تدبير الصفقات العمومية، وما حدث في المركب الرياضي مولاي عبد الله يعتبر فضيحة كبرى تعود فيها المسؤولية إلى الجهات التي تكلفت بصرف الاعتمادات المالية التي رصدتها الدولة لإعداد ما يجب إعداده من تجهيزات أساسية تهيء الظروف لاستقبال تظاهرة رياضية كبرى هي الموندياليتو أو نهائيات كأس العالم للفرق الفائزة ببطولة القارات في كرة القدم.
ولا يسع الانسان الآن إلا أن يحمد الله على كون المغرب لم تمكن من احتضان نهائيات كأس العالم سواء سنة 2006 أو 2010 لأننا في الحقيقة لا نتوفر بعد على على ما يكفي من الإمكانيات المادية والإدارية حتى نكون مؤهلين لاستقبال تظاهرات رياضية كبرى.
في السنة الماضية جرت مقابلات الموندياليتو في ملعبي أكادير ومراكش وكللت تلك التظاهرة بالنجاح سواء من حيث التنظيم أو المستوى الذي ظهر عليه فريق الرجاء البيضاوي الذي وصل إلى مبارة النهاية حين واجه فيها الفريق الألماني بايرن مونيخ بدون عقدة.
لكن تخصيص غلاف مالي كبير هذه السنة لجعل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله جاهزا لاحتضان بعض مقابلات موندياليتو هذه السنة كان مناسبة لإظهار عيوب صرف المال العام في المناسبات الاستثنائية.
ولو كنا في بلد يحترم فيه المسؤولون أنفسهم لكان وزير الشبيبة والرياضة قد طلب إعفاؤه من مهامه لأنه لم يتمكن كوزير من حسن تدبير صفقة عمومية يقدر غلافها المالي بالملايير ولكن الأخبار تحدثت عن قرار اتخذه الوزير لتوقيف بعض مساعديه وقد يكون الأمر يتعلق بأكباش فداء من المحقق أن الوزير يتقاسم معهم المسؤولية في حدوث الفيضانات التي غمرت المركب الرياضي مولاي عبد الله.
ومهما يكن فالصورة التي التقطتها الكاميرات عن هذه الفيضانات استمر ترويجها عبر العديد من مواقع التواصل الالكتروني ومحطات التلفزة العالمية وهي صورة لا يمكن القول بأنها تشرف بلادنا.
هكذا شاءت الأقدار هذه السنة أن تتهاطل الأمطار الغزيرة لتكشف ضعف البنيات التحتية في المناطق المنسية بالأقاليم الجنوبية وفي نفس الوقت كشف تهاطل الأمطار مدى محدودية قدرة المسؤولين على مراقبة وتتبع تنفيذ أشغال كبرى كان هدفها تأهيل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة فانفجرت فضيحة الفيضانات التي أغرقت عشب الملعب.
لقد مرت أكثر من ثلاثين عاما والمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ظل يستقبل المقابلات الرياضية التي كانت تجري في ظروف عادية ولم يحدث أي ما من شأن أن يجعل عشب الملعب عرضة للفيضانات إلى أن قرر المسؤولون الآن صرف الملايير لإعادة تجهيز المركب لمناسبة الموندياليتو.
وهنا يطرح السؤال بشأن الأسبقيات التي يجب مراعاتها كلما تعلق الأمر بصرف مبالغ كبيرة من المال العام. وعلى هذا الأساس يمكن مساءلة الحكومة ككل هل كان يجب إعطاء الأولوية لصرف الملايير على ملعب رياضي أم كان من الضروري تخصيص الملايير بالدرجة الأولى لمواجهة مشاكل السكن غير اللائق وخاصة في الأحياء التي تتعرض بناياتها للانهيار كالمدينة القديمة للدار البيضاء وغيرها من المدن التي توجد فيها بنايات آيلة للسقوط؟
وهكذا لو أن المسؤولين تجنبوا صرف الملايير على مركب رياضي في صفقة عمومية مستعجلة لكانوا قد تجنبوا هذه الشوهة أو هذا التشويه الذي تعرضت له سمعة المغرب على الصعيد على الدولي.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع