2014/12/13

بلادي قريبة / بعيدة...

Afficher la photo contenue dans le message





                                                              محمد الحنفي                                      



أعيش فيها...
أشتاق إليها...
وأمشي في شوارع كل المدن...
وأحرم من كل حقي...
في قوانينها...
وفي أرضها...
وأرسم نهرا...
يهددني...
بغمر المياه سهول بلادي...
بزحف الرمال على كل خضرة...
بمنع السلام على أرضنا...
بقطع الطرق...
نحو كل مدينة...
لفصل القرى، والبوادي...
عن كل المدن...
تجوع بلادي...
يجوع الشعب فيها...
يجوع العمال...
يجوع الفلاحون في كل بلادي...
فلا ننام بالجوع جميعا...
فلا نسعى إلى الموت فيها...
لأننا نشتاق إلى كل الحياة...
في بلادي...
لتصير قريبة...
(بلادي هواها...
في لساني وفي دمي...
يمجدها قلبي...
ويدعو لها فمي...
ولا خير فيمن لا يحب بلاده...
ولا في حليف الحب...
إن لم يتيم)...
والقرب منها...
يخفي سمات العشق...
وينعش متعة الحب المباشر...
لكل بلادي...
تمكن كل الشعب...
بما يحتاجه...
وتذهب جوعه...
ليذهب جوع بلادي...
وجوع الشعب فيها...
وجوع العمال...
وجوع الفلاحين في بلادي...
حتى ننام جميعا...
والحب يغمرنا من كل بلادي...
ومن كل الشعب فيها...
نتدثر...
فلا ينال اليأس منا...
لأن الأمل...
أفاض الكؤوس...
بكل الشراب اللذيذ...
وبكل الأماني العظيمة...
وبكل الحب للشعب...
لكل بلادي...
ألامسها، وتلامسني...
ونشرب كل الكؤوس...
فلا نسأم منها...
ولا تسأم منا...
*********
بلادي قريبة...
أعيش في أرضها...
وحين أحرم من العيش فيها...
تصير بعيدة...
ب(ظلم ذوي القربى...
أشد مضاضة...
على النفس من ظلم) الأباعد...
يملكون الأرض...
يستغلونها...
يحرمون الشعب من خيرها...
يستغلون كل مزارع...
وكل عمال المصانع...
وكل عمال المناجم...
بدون أجور...
في مستوى العيش الكريم...
وبدون حقوق...
في مستوى...
ما عليه حقوق الإنسان...
في كل...
قوانين حقوق الإنسان...
وبدون أماني...
في مستوى...
أماني شعوب التحرر...
أماني الشباب...
وبدون حلم...
في مستوى أحلام الشعوب...
تركض خلف الأمل...
وتسعى...
إلى أن يصير الشباب...
مالك أمر التطور...
يحدث في كل الحياة...
يحارب في واجهاتها...
يطالب بكل الحقوق...
فالأجور ناقصة...
والحقوق محرمة...
والأماني غير واردة...
والأحلام لا مشروعة...
فالظلم حق الطغاة...
وسلب الحقوق قرار...
ومنع الأماني مصادرة...
والأحلام لا تستجيب...
لأن بلادي بعيدة...
بمنعي من الحق فيها...
باغتصاب الأماني...
بحرماني من الحلم في كل حين...
فمتى تصيرين قريبة؟...
يا بلادي...
متى تكون الأجور مفيدة؟...
متى تصير الحقوق لنا؟...
متى نمني النفوس؟...
متى يصير الحلم حقا؟...
يا بلادي...
متى نصير آدميين...
في عيون مستغلينا؟...
متى نملك الحق في أن نصير...
آدميين...
فيك يا بلادي؟...
فالقهر لا يمنعنا...
من إظهار عشقك...
والقمع وسيلة...
لعشقك أكثر...
وكل الأولي قهروا...
وكل الأولي قمعوا...
ضاعفوا فينا عشق بلادي...
والمستعبدون للشعب يعمقونه...
والمستبدون بالحكم، وبكل ثروة الشعب...
يسقون العشق ماء عذبا زلالا...
والأماني لا تتوقف...
والأحلام فينا تتزايد...
يا بلادي...
بدحر القاهرينا...
ونفي القامعينا...
وتحرير الشعب من بغي المستعبدينا...
وبتر أيادي الطغاة لنسلم منها...
لنحيا آمنين فيك...
يا بلادي...
ويا وطني المقدس...
*********
فهل نتنبأ يا بلادي...
بالخير فيك...
وهل نتعلم...
كيف تقيمين سدودك؟...
وكيف توزعين خيراتك؟...
لماذا كل هذا الغباء فينا؟...
لماذا كل هذا الأمل...
فيك، وأنت بلادي العظيمة...
نعادي فينا الغباء...
حين نحلم بالخير فيك...
وخيرك ينهب منا، ومنك...
وحين يصير إليهم...
فلا نجده...
فنحن نحبك...
يا بلادي...
ونعشق فيك الأمان...
ونحن نمني...
كل نفس أليمة...
ونطمح أن تصير بلادي لشعبي...
وإنتاج خيراتك يا بلادي...
يصير للشعب فيك...
ونسعى، نحقق فيك الأمان...
ونسعى إلى عشق بلادي...
لنحيا أمينين  فيها...
ونلسع كل الضبابير...
تهاجم النحل...
تمتص العسل...
لتبقى الضبابير قائمة بالعسل...
والنحل يبحث عن مكمن...
لبناء شهد العسل...
نعالج منه المرض...
ونبرح كل الأماسي...
تؤلفنا...
وتنهرنا بسهام التشفي...
وتقتل فينا...
كل عشق جميل...
إليك، وأنت الجميلة...
وأنت التي في القلوب...
أنت التي في عشقنا...
نؤلف منك جمال الحياة...
يا حبيبة...
يا بلادي الجميلة...
لقد نهبوا كل الجمال فيك...
لقد عذبونا عذاب القبور...
أشاعوا فكر القبور...
قتلوا فينا فكر التحرر...
ملأوا أفقنا بالظلام...
وصاروا سادة في الظلام...
يكتبون الأمان لهم...
يعلمون...
كل غيب لا نعلمه...
يصنفون البشر...
بين آت إلى جنته...
وآت إلى النار يحرق فيها...
وعلم الغيب صار إلها...
صار مقدس...
ونحن لا نعلم الغيب...
لا نعرف الله...
لا نحدد أين السلام؟...
وأين الجنان؟...
وأين تصير سلامتنا كاملة؟...
*********
يا بلادي...
كيف نحلم بالعدل فيك؟...
وكيف نحيا أمينين؟...
من داء التخلف...
وكيف نفتح أفق السلام؟...
وكيف السلام فيك؟...
وأنت الجريحة...
وكيف تصيرين لنا؟...
ومن غير شك تصيرين لنا...
فهل نتأمل؟...
وهل نتقدم؟...
وهل نتطور؟...
بعودتك يا بلادي إلى الشعب فيك...
وأنت التي ابتلاك الزمن...
بنهب الخير فيك...
وكبح أمنيات الشعب فيك...
فعودتك إلى الشعب خير لنا...
وكبح لكل الطغاة...
وقطع لكل الطرق...
على نهب كل بناتك...
ونهب كل بنيك...
ونفي الناهبين فيك...
ونفي السالبين كل الحقوق...
من الشعب لا يستكين...
فأنت بلادي...
أنت سيدتي...
وأنت بلاد الشعب / سيدته...
وأنت السماء في زهوها...
وأنت الأمان...
وأنت الأراضي الجميلة...
وأنت الجبال الرواسي الأنيقة...
فها نحن يا بلادي...
صرنا منك...
صرت منا...
نحبك...
نعشق كل جميل فيك...
وكل جميل منا...
امتداد لجمالك...
وكل قبيح يصيبك...
من الناهبين فيك...
الآثمين في كل العصور...
في حقك يا بلادي...
وكل الآمال العظيمة فيك...
من الشعب...
وبه تتحقق...
ونحن الأولي في الفيافي / النجود...
في الجبال / السهول...
وفي كل المدن...
نعاني من القهر من أجلك...
يا بلادي...
ونسعى إلى الحلم فيك جميلا...
ونحلم لا نستريح...
وكل الورود فيك جميلة...
وكل أمانينا فيك جميلة...
وكل سمائك / كل أرضك...
وكل بناتك / كل بنيك...
كل الشعب...
جميلا فيك...
وكل جمالك لا يتوقف...
وكل العدل فيك بين البشر...
يعطيك جمال الخلود...
يا بلادي الحبيبة...


ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع