2014/12/30

من هو أحمد الزايدي؟


من هو حمد الزايدي ???

نوفل بلمير
بعد مرور 40 يوما على موت الفقيد أحمد الزايدي، و ما تدعيه الأعراف التقليدية و الدينية للمجتمع، من حيث احترام روح الفقيد خلال هذه المدة، لم أكلف نفسي عبء السؤال، حاولت أن أبقي نفسي في جو الحزن و الفقدان متعسفا عليها، و هي من تحرجني دوما بأسئلة تثير أرق السؤال، لكن اليوم و بعد مرور الأربعينية لم يعد هناك ما يجعلني أتعسف عليها لأنها، و كما اعتدها، لا تحب الكتمان و الصيد في المستنقعات، بل فضلت الوضوح و المكاشفة أينما رحلت و ارتحلت عبر الزمان السياسي الذي خضته داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الذي لم يفضل حسب تاريخه و أدبياته مناضلا على آخر، و جعلهم سواسية تفرق بينهم المواقف في فترات، دون أن يعلق النياشين لأحد دون غيره، لأن الاستماتة و التضحية لا تبحث عن المقابل في مرجعيتنا.
أجد نفسي مجبرا على طرح الأسئلة، خصوصا بعد الهالة الإعلامية التي تلت موت الزايدي و و رافقت التحضير لتأبينه و الذي أكد فيه أصدقاؤه الخروج من اتحاد 75 و البحث عن بديل آخر، أجد نفسي مجبرا على طرح الأسئلة لأنني لا أتحمل النفاق و لا أحب المزايدة، و السؤال الكبير الذي خالجني هو من كان أحمد الزايدي؟ هل كان بالمنظر أو المفكر الكبير الذي يستحق هذه الهالة الاعلامية؟ كم ترك من كتب و مجلدات تغني رفوف المكتبة الوطنية في الفكر السياسي أو تاريخ المغرب الحديث؟ هل هو بالمقاوم العظيم، من جلب الاستقلال للبلاد؟ هل هو بحجم، بن بركة، بن جلون، عبد الرحيم، علال الفاسي، عبد الله ابراهيم، الزرقطوني، بونعليات، آيت سعيد…. و اللائحة طويلة؟ ممكن أنه بحجم قادة أمميين و دوليين غيفارا، لينين، بكونين، زينوفيف، تروتسكي…. و اللائحة كذلك طويلة؟ هل كان بالحاصل على جائزة نوبل في الآداب أو الفيزياء؟ أسئلة من هذا القبيل راودتني و جعلتني ألتمس من نفسي التريث إلى حين يمر الحداد.
الزايدي، احتراما لروحك، أنا هو الوحيد من لن ينافقك في مماتك، لقد كنت رجلا عاديا طموحا منشغلا بتطوير ذاته كأيها بشر فوق الخليقة، أما سياسيا، و أنا الذي لاتربطني بك أية علاقة سياسية، رأيي، أنك حاولت الظفر بالكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي معتمدا في ذلك على الاعيان و ليس على المناضلين في الأقاليم و الفروع، و الدليل أنك استغلت الفريق البرلماني الذي كنت ترأسه لقيادة الحملة نحو الكتابة الاولى… هذا يعني، بخلاصة، أنك ناضلت داخل حزب قويم و عريق، أسسه الشهداء و المفقودين لم يموتوا في برك ماء بل في مخافر شرطة و معتقلات سرية.
الآن، سأقول السي الزايدي، و أنا أتمنى لروحك أن ترقد بسلام، و أن يجعل من بلادنا بلد المصداقية و الحقيقة، و إن كانت مرة، و أن نبتعد قدر ما استطعنا من زمن المسخ… لأننا مدركون ولسنا بالمغفلين.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع