هبريس عن الصباح
تواصل السلطات بالجهة الشرقية عملية تشييد السياج الحديدي بالشريط الحدودي المغربي الجزائري، بعد ما تقررت الزيادة في طوله، ليبلغ في مجموعه 110 كيلومترات، عوض 70 كيلومترا، التي كانت مقررة خلال الفترة الأولى من إعداد المشروع، الذي تقررت إقامته في إطار الإجراءات التي أعلنتها الحكومة المغربية لمواجهة التهديدات الإرهابية، ومكافحة تهريب البشر والأقراص الطبية المخدرة المهربة من الجزائر. وقالت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، إن "نسبة الأشغال المنجزة من المشروع، إلى حدود نهاية غشت الماضي، بلغت 38 في المائة"، مشيرة إلى تسييج أزيد من 41 كيلومترا من السياج الحديدي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الأشغال تجري على قدم وساق من طرف الشركة الوجدية الحائزة على صفقة إنجاز المشروع، مع الإشارة إلى أن التعليمات الصادرة في الموضوع تؤكد على " وجوب الانتهاء من أشغال تشييد السياج الحديدي قبل نهاية 2014". وسيناهز علو هذا السياج ثلاثة أمتار، كما سيشمل المناطق الإستراتيجية والحيوية على طول الحدود الشرقية مع الجزائر، وذلك من السعيدية التي تطل على البحر المتوسط إلى قبيلة سيدي عيسى بعمالة جرادة، مرورا بعمالة وجدة أنجاد.
وتسعى السلطات المغربية من وراء مشروع تسييج الشريط الحدودي الذي سيضع المنطقة الحدودية تحت المراقبة الدائمة على مدار 24 ساعة طيلة الأسبوع، إلى التصدي للتهديدات الإرهابية، بالإضافة إلى محاربة الجريمة المنظمة أو العابرة للحدود.
وكان وزير الداخلية محمد حصاد، قال في كلمة بمجلس النواب، إن المغرب ينجز سياجا على مستوى الحدود الشرقية مع الجزائر للحيلولة دون تسلل الإرهابيين إلى التراب المغربي، وجاء ذلك جوابا على أسئلة بشأن إعلان الحكومة، عن توفر معلومات استخباراتية تفيد بوجود تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة، يرتبط خصوصا بتزايد أعداد المغاربة المنتمين للتنظيمات الإرهابية بسوريا والعراق.
وتشهد الحدود الشرقية للمملكة المغربية مع الجزائر، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، وذلك في إطار اليقظة الأمنية لاستباق خطر التنظيمات الإرهابية التي ما تزال تشكل تهديدا للمغرب.
وكشفت مصادر متطابقة لـ"الصباح" أن السلطات الأمنية المغربية عمدت إلى تعزيز الحماية الأمنية على الشريط الحدودي بتدعيم المنطقة بأكبر عدد من حراس الحدود، وإعادة انتشارهم مع عصرنة الخدمات الأمنية بوسائل الحراسة الحديثة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية كثفت من مراقبتها لمختلف المسالك والمنافذ المنتشرة على الشريط الحدودي مع الجزائر، من خلال رفع درجة التأهب الأمني، خصوصا في المنطقة التابعة للنفوذ الترابي التابع لعمالة وجدة أنجاد، التي ثبتت بها عشرات الكاميرات التي تعمل بنظام الأشعة تحت الحمراء.
ويذكر أن الشريط الحدودي المغربي الجزائري شهد صيف عام 2011، حادث مقتل حارس الحدود «عمر حدان» المنتمي إلى صفوف القوات المساعدة المغربية، في اشتباك مسلح مع أربعة إرهابيين جزائريين بدوار أولاد عامر بني حمدون بمحافظة جرادة، تسللوا إلى التراب المغربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق