2014/09/29

فايننشال تايمز: واشنطن عقدت اتفاقا فاشلا مع أنظمة استبدادية في الشرق الأوسط لمواجهة “داعش “

 1

أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الولايات المتحدة اختارت أن تقود حملة ضد تنظيم” دولة العراق والشام ” الإرهابي مكونة في شقها الشرق اوسطي من انظمة استبدادية مطبقة بذلك العبارة التي تقول” أنت تذهب إلى الحرب بحلفائك الذين تمتلكهم وليس الحلفاء الذين تتمنى الحصول عليهم”.
وجاء في مقال للكاتب ادوارد لوس أوردته الصحيفة تحت عنوان “اتفاق أوباما الفاوستي مع السعوديين” في إشارة إلى مسرحية عالمية تشير إلى تحالف عالم شهير مع الشيطان .. إن تلك الأنظمة الاستبدادية تقمع المعارضات لديها وكل منها ساعدت بشكل ما بايجاد تنظيمات إرهابية مثل “دولة العراق والشام” و” خراسان” و “جبهة النصرة وبالطبع “تنظيم القاعدة” وجميعها سوف تحصد منافع على المدى الطويل من تقديم المساعدة للولايات المتحدة في ساعتها الحرجة هذه.
ولفت الكاتب إلى أن في جوهر هذا ” الاتفاق الفاوستي” نجد السعودية .. فالأميركيون لم ينسوا أن 15 من بين19 إرهابيا من خاطفي الطائرات في هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 كانوا مواطنين سعوديين .. والحال الآن كما كان لدى تفجير برجي التجارة العالميين فالتهديد المباشر يكمن في الإرهاب الذي يمثله “الإسلام المتطرف” ومع ذلك فإن واشنطن تختار التحالف مع السعودية التي تعاني هذه الظاهرة وتبتعد عن ايران البعيدة عن ذلك.
واستطرد الكاتب قائلا .. ان ماتفعله الولايات المتحدة اليوم هو التعامل مع أعراض هذا المرض وهو “التطرف السلفي” وليس معالجة أسبابه وجذوره وهو ما يشبه تماما ما فعلته في ثمانينيات القرن الماضي عندما تحالفت مع السعوديين ودول خليجية أخرى لدعم “المجاهدين” في افغانستان وهو ما اسهم في ظهور حركة طالبان وتنظيم القاعدة الارهابيين اللذين وضعتهما واشنطن الآن في قائمة الإرهاب.
وأشار الكاتب إلى أن السعودية وقطر والإمارات يقدمون الآن الدعم للإدارة الأميركية في ضرب تنظيم “داعش ” الإرهابي في سورية مدفوعين باملهم بان تقوم الولايات المتحدة في النهاية بتحويل سلاحها ضد الحكومة السورية وكذلك قتل اي فرصة في التوصل لاتفاق نووي بين الولايات المتحدة وايران الحليف المقرب من سورية.
ولفت لوس إلى أن نظام آل سعود يناصب العداء للديمقراطية الإسلامية تماما كما يعادي التعددية العلمانية فكلا الأمرين يشكلان خطرا على شرعيته وهو من خلال مواصلته خنق الحريات في السعودية يقوم بمضاعفة اعداد الاشخاص الذين يمكن تجنيدهم من قبل التنظيمات الإرهابية مثل ” دولة العراق والشام”.
وختم الكاتب بالاشارة الى ان خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير أمام الأمم المتحدة والذي حصل بموجبه على الثناء لأنه أعرب فيه عن نفاذ الصبر من الدول التي تقدم الدعم المالي والاديولوجي للتطرف الذي يشكل الارضية الخصبة للارهاب لم يشر بالتحديد الى السعودية ودول اخرى معينة بالاسم .. فكيف يفعل ذلك وهم “حلفاء الولايات المتحدة”.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع