2015/01/05

رسالة راشدة إلى الأخ عبد الهادي خيرات

نتيجة بحث الصور عن صور عبد الهادي خيرات

أفترض في الكلام اليك  شرطان لازمان ، حسن النية و نبل لغة الخطاب .  وهما معا لا يمنعان ان نختلف اختلاف العقلاء لا اختلاف الجهلة الذين يجعلون من الاختلاف مبررا للهدم والنقض، هدم كل شيء مبني  وتحويله الى انقاض رهيبة .
اخي عبد الهادي
هل من المعقول ان تعطي لنفسك الحق في التعبير عن رأيك   في قيادة حزبك التي انتخبها مؤتمر شرعي في دورتين مشهودتين وتصفها بنعوت نابعة من تقديرك الذاتي ، متحاملا  عليها تارة ومؤلبا عليها القراء و الرأي العام بغير وجه حق ؟ و الحال أنك مدير نشر جريدة ” الاتحاد الاشتراكي” لسان حال حزبك وقيادته التي  تكيل لها الضربات الاعلامية في منابر أخرى .
هل يليق بك ان تعتدي على حزبك في منابر صحفية  صباحا ومساء ثم  تعود الى جريدة حزبك التي تديرها في اليوم الموالي  وهي تنشر  عكس ما تقوله في تصريحاتك الصحفية . وتعتبر ذلك من حرية الاعلام والصحافة . هل هذا معقول؟ من سيصدقك ؟
أخي ، ان الاتحاديات والاتحاديين لايفهمون هذا التصرف منك انت بالذات . كل مدراء التحرير السابقين لك من اليوسفي الى اليازغي الى شوقي الى عليوة  لم يسبق لهم ان فعلوا ما أنت فاعله . هم كذلك كانت لهم آراؤهم  كقياديين ،وكان هناك من الاتحاديين من لا يشاطرهم تلك الآراء جملة او تفصيلا ، الا انهم كانوا مؤتمنين على لسان الاتحاد و صوت الاتحاد لم يدنسوه  دنسا لا يستفيد منه الا خصوم الاتحاد و المتربصون به . ولا أرضى لك والتاريخ يشهد ويسجل ان تكون نشازا لانك لا تستحق ذلك !
الاتحاد اليوم يعيش صراعا ، لا يصل في عمقه ما  الى ماعاشه من صراعات سابقة كنت شاهدا على الكثير منها بل طرفا فيه ، صراعات الحسم المذهبي والاختلاف الايديولوجي  و تضخم هاجس الزعامة . فهل في تحركات “الدومو” اليوم شيء من هذا . من الواضح ان التهويل الذي لجأت اليه في هذا الامر فيه غلو ولا يخلو من سوء نية ولا يليق بك !
أما الصراع اليوم في الاتحاد اخي عبد الهادي، فأنت تعرفه جيدا . انه صراع بين من يؤيد شرعية المؤتمر الوطني التاسع ومن يناوشها على مدى سنتين . طيلة هذه المدة لم يجمد  أحد ولم يطرد أحد ولم يوقف أحد ، ولم يتابع أحد امام المحاكم على تصريحاته المشينة والمقززة ، الى حدود انعقاد اللجنة الادارية الاخيرة . ولم يصدر قرار غير قرار توقيف شخصين جمعا الناس بعد ذكرى الفقيد احمد الزايدي  مباشرة، وتكلما باسم “تيار ” تقول انت الذي لم تكن أصلا منه انه انتهى او بالأحرى الوجود له ، ويقول الذين اقاموه انه موجود بل مازال قائما وأنهم هم المسوؤلون عنه . هذان الشخصان الموقوفان عرضا أرضية  على اولئك المجتمعين طرحت عليهم اختياران لا يوجد بينهما الاستمرار في الانتماء الى الاتحاد ، وصرحا  لوسائل الاعلام ان علاقتهم بالاتحاد في حكم المنتهية . بعد كل هذا تستكثر انت في تصريحاتك على الاتحاديين  ان يردوا الاعتبار لحزبهم ، في لجنتهم الادارية ، وان يرجعوا الامور الى نصابها.حيث أصبحوا في تصريحك متآمرين على حزبهم ! يقلب خطابك الامور قلبا غريبا يصبح  “دومو”  ومن لف لفه على حق وهو يرتب للانشقاق ، وتصبح اللجنة الادارية الشرعية متآمرة وهي تدافع عن الوجود الاتحادي والكرامة الاتحادية !
 هل هذا يستقيم أخي عبد الهادي ؟
 أتريد بعد هذا ان تستمر عنوة  مؤتمنا على صوت الاتحاد وجريدته الناطقة باسمه ؟  وحين يصلك أن أحدهم  طالب بتسوية وضعية جريدة الحزب ليدافع بها عن نفسه ،  تطلب منه ان يحرر سبة ومليلية اولا !! وكأنك تطلب رهانا تاريخيا ان يهزم الاتحاديون ازابيلا القشتالية  لكي تسلمهم جريدتهم التي تملكتها بمال الحزب ، و قدتها بصفتك عضوا في المكتب السياسي السابق وأنت الآن خارج المكتب السياسي  الشرعي.
انظر كيف جمعت ” الصدف” وهذا مكر التاريخ ، بينك وبين أحد دعاة التشدد الديني والرجوع الى القرون الوسطى في البلاد ،هو يتحامل على الكاتب الأول لحزبك ، حزب المهدي وعمر ويصفه بأوصاف لا يستحقها إلا هو ،  وأنت تصفه بالمتآمر ! كاتبك الاول يواجه الفكر الرجعي ويدافع عن الاجتهاد  لتحديث المعاملات وإنصاف النساء فيضع  بذلك الاتحاد اليوم في صلب مشروع تحرير المجتمع المغربي من قبضة التخلف والتشدد الديني ، وانت متماد في  حملة التشكيك في قائد حزبك تشكيك يجد نفسه مصطفا إعلاميا مع ابوالنعيم  ،ة فكلاكما -ظاهريا على الأقل- يريد النيل من شرعية الكاتب الاول للاتحاد . واذا كان ما يحركه هو واضح ، فما الذي يدفعك انت الى ما تقوم به ؟وهل يرضيك هذا الاصطفاف  الاعلامي؟
  أخي عبد الهادي لا تلطخ وجه قيادي اتحادي نحترمه  ،هو وجهك انت . ضع نهاية  لهذا المسألة الاعلامية بهدوء و شرف . واعد للحزب جريدته لانها له ومن حقه ذلك . نربأ بك أن تتمادى بالزج بالمسألة الاعلامية في التناقض المرحلى  الاتحادي . ان الاتحاد سيستمر  في كل الاحوال له من القدرة على الامتصاص والنهوض   بعد الكبوات الاليمة  ما تعرفه  . له حزب خبر التمرس على الصعاب والمحن بارادة راسخة في الصمود والمواجهة والتجاوز. أسألك لو كان حزبا آخر شهد ما يعيشه الاتحاد اليوم لسنتين ، هل سيظل قائما؟ هل ستنعقد مؤسساته الوطنية وتتخذ القرارات ؟ هل ستتجدد أجهزته المحلية والاقليمية وطبول التشهير تقرع في أذنه صباح مساء ؟ لو حصل هذا في حزب غير الاتحاد الاشتراكي لأصبح شظايا متناثرة !
                                        من اتحادي يصر ان ما زال فيك ما يستحق الاحترام

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع