2015/01/10

من الإخبارية السورية إلى شارلي إيبدو!

sana.sy 1

هبريس عن صحيفة الثورة 
من حق كل إنسان طبيعي أن يعيش الفرح والألم في الوقت ذاته على الاستنكار العالمي للاعتداء الإرهابي الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، والتعاطف الواسع مع أسر الضحايا،ومع الأسف أصبح هذا التناقض يصبغ الكثير من تصرفات المجتمعات البشرية شرقا وغربا.
فالفرح نابع من التصرف الطبيعي للإنسان باستنكار أي جريمة أو حادث إرهابي يستهدف بني الإنسان، وهو ما شاهدناه في الموقف العالمي من الاعتداء الإرهابي على الصحيفة الفرنسية.
أما الألم فهو نابع من التمييز بين بني الإنسان والذي نشاهده على أوسع نطاق في المجتمعات الغربية التي تتقمص في الكثير من الأحيان موقف حكوماتها تجاه ما يحدث في مناطق أخرى من كرتنا الأرضية، بغض النظر عن صحة أو عدائية هذه المواقف، والمثال الأبرز للمجتمعات الغربية في هذا المضمار موقفها طوال ثلاث سنوات مما تتعرض له سورية من حرب إرهابية مدعومة من دول غربية من بينها فرنسا.
في السنة الأولى للأزمة في سورية تعرضت البلاد لهجمات إرهابية دامية استهدفت معظمها مناطق يؤمها مدنيون أبرياء، ومؤسسات حكومية، ووسائل إعلام يعمل فيها صحفيون ينطبق عليهم مثال صحيفة شارلي إيبدو، إلا أننا لم نر هذا الاستنكار من المجتمعات الغربية لهذه الهجمات الإرهابية، والتعاطف مع أسر الضحايا الذين كانوا بالعشرات في كل هجوم.
ولمقارنة المثل بالمثل، أو الاعتداء بالاعتداء نذكر أنه في 26/6/2012 تعرضت قناة الإخبارية السورية لهجوم إرهابي أسفر عن استشهاد ثلاثة من كوادرها الإعلامية وعدد آخر من العاملين فيها وخطف البعض الآخر الذي لا يزال مصيره حتى الآن مجهولا، إضافة إلى تفجير المحطة بالكامل وحينها تجاهلت المجتمعات الأوروبية والكثير من المؤسسات الإعلامية الغربية هذا الاعتداء الإرهابي، كما تجاهلت حكومات هذه الدول التحذيرات السورية المتكررة من خطورة دعم التنظيمات الإرهابية وارتدادها على المجتمعات الغربية.
هناك الكثير من الأمثلة من الأزمة في سورية أو غيرها يمكن مقارنتها بما حدث في باريس، والمؤسف أن بعض المؤسسات الإعلامية الغربية لا تكتفي بذلك، بل تتقمص موقف حكومات بلادها ولا تتوانى عن تبرير هذه الاعتداءات الإرهابية في سورية والمنطقة ما دامت تخدم السياسة الغربية.
هذا التمييز في النظرة إلى الاعتداءات الإرهابية ينسحب على العديد من القضايا الأخرى المتشابهة، ولا يمكن وصف الموقف الغربي في هذا الشأن إلا بالعنصري أو المنحاز للموقف العدواني الاستعماري لحكوماتهم على الرغم من تشدق الكثير من المنظمات والمؤسسات الغربيية بشعارات «الحرية وحرية الإعلام والرأي» وغيرها من المصطلحات التي أضحت جزءا من قاموس الأجندة الغربية للهيمنة على مقدرات العالم.
نحن كصحفيين يحزننا أن يتعرض أي إعلامي أو مدني لاعتداء إرهابي أو غيره، وموقفنا منسجم مع موقف الحكومة السورية التي أدانت بشدة الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الذي تتحمل مسؤوليته الحكومة الفرنسية التي دعمت الإرهاب وما زالت تدعمه في سورية تحت ستار دعم «المعارضة المسلحة» التي لا يوجد لها مثيل من حيث التسمية، ولا الأهداف في العالم أجمع، ولكنها تلقى الرعاية والدعم من فرنسا وأقرانها.
إن الحكومة الفرنسية التي غضت الطرف عن سابق إصرار وتعمد عن مغادرة الإرهابيين الفرنسيين إلى سورية والعراق الذين تضاعفت مؤخرا نسبة سفرهم إلى سورية إلى 116 % هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن حادث إيبدو وغيره من الاعتداءات التي من المتوقع أن تضرب فرنسا وكل الدول التي دعمت الإرهاب في سورية ووجدت فيه أسلوبا ناجعا لتحقيق مصالحها في أي منطقة بالعالم.
صحيفة الثورة

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع