2015/01/14

أسقطت نفسك من عيني يا خيرات


حميد العكباني
                     
     بداية أعترف أنني كنت أشعر بالطمأنينة كلما كان هناك نشاط إشعاعي ، أو لقاء إعلامي ، يمثل  فيه الأخ عبد الهادي خيرات  حزب الاتحاد الاشتراكي ، الذي تربى في أحضانه ، وبه وفيه  بنى كلما يمكن أن يفخر به في حياته ..  شعوري هذا  بالطمأنينة يرجع الى ثقتي  في أن يمثل  الأخ خيرات حزبه خير تمثيل ،  بما  من قدرة على السجال ، وجرأة في تناول وطرح  الأفكار ، دون أن يخضع خطابه لمنطق الخطوط الحمراء ، التي يفضلها بعض القادة السياسيون  ، خوفا من أن ينعتوا بالشعبوية .. هذه الميزات التي يتميز بها خطاب الأخ خيرات ، جعلت العديد من الفروع والكتابات الاقليمية  الحزبية ، تتسابق على دعوته لتأطير اللقاءات التي تنظمها ،  وخاصة الإشعاعية منها ..
هذه الحظوة التي ظل الأخ خيرات يحظى بها  لدى القواعد الحزبية ، مع المكانة المرموقة  التي احتلها لدى  قيادات الحزب ، بسبب القرب من المرحوم الفقيد السي عبد الرحيم بوعبيد ، وما كان يشمله به من عطف .. جعل رصيده الإشعاعي يسطع ويربو ، مما مكنه من الاستثمار النضالي ، داخل تنظيمات الحزب ومؤسساته  وكذا المنظمات الجماهيرية ،  من كاتب عام للشبيبة الاتحادية ، الى عضو للجنة الإدارية ثم المركزية فالمجلس الوطني ،  وصولا الى عضوية المكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس .. كما استثمره داخل المؤسسات المنتخبة ، ليحظى بشرف تمثيل الحزب في البرلمان ممثلا لمدينة سطات لولايتين تشريعيتين (93 ـ 97 ) والولاية الحالية .. كما استثمر هذا الرصيد أيضا في عضوية " دائمة " باللجنة الإدارية للنقابة الوطنية  للتعليم ،  وللمركزية النقابية ك.د. ش. ثم ف. د . ش.فيما بعد .. ولعل  أهم استثمار ، استثمر فيه الأخ عبد الهادي خيرات  داخل الحزب ، هو توليته لإدارة الإعلام الحزبي كمدير مسؤول للساني الحزب ( الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون .)
إذن ما الذي يمكن أن ينتظره الاتحاديون من إطار حزبي  كخيرات ؟؟ راكم ما راكم بفضل الحزب الذي يعارض  اليوم  حكومة   مستبدة ، لا شعبية ، لاديمقراطية .. استباحت عيش الغالبية من الشعب المغلوب على أمره  ،  بالزيادات في الأسعار والتراجع على المكتسبات ، وقمع الحريات .. ؟؟؟ حكومة على رأسها حزب أغلبي رجعي ، تراجع عن كل ما تعهد به أمام المواطنين  في حملته الانتخابية ، فقط ليكسب ثقة المخزن ؟؟..   فهل كفانا الأخ عبد الهادي خيرات شيئا من شر هذه الحكومة ، التي زادت في المحروقات ، وانتهكت صندوق المقاصة ، وألهبت أسعار المواد المعيشية للفقراء ، ورفعت تسعيرة الطريق السيار ، وتهدد الموظفين في الشوط الأخير من أعمارهم  ، بالنقص من منحة تقاعدهم ، والنقص من مدة استراحتهم  ، مع الزيادة في الاقتطاع من رواتبهم .. ؟؟ ماذا فعل خيرات وهو يرى الحزب ألأغلبي يعطل مقتضيات الدستور ، وينصب أتباعه في المناصب العليا بطرق ملتوية  لعل إحدى أكثرها انفضاحا ، تنصيب الكاتب العام السابق لوزارة الاتصال ، وماذا فعل أيضا وهو يرى وزير العدل ينتقي من ملفات الفساد ما يصفي به  الحسابات السياسية مع خصوم حزبه ، في مقابل التستر على قيادييه وأتباعه ، كملف رئيس ديوان رئيس الحكومة ، الذي بدأ بالاعتقال بسبب تهم ثقيلة من فساد التدبير ، وانتهى في عملية برق ما تقشع ،  بعضوية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي ؟؟ وكملف فساد أكثر ثقلا للرئيس الأسبق لبلدية مكناس الملتحي  ، الذي مازال لم يعرف نهايته ، ومازال يراوح مكانه في محكمة جرائم الأموال بفاس ، منذ حوالي ست سنوات ؟؟ ماذا فعل خيرات إزاء كل هذا الفساد وغيره كثير ؟؟   وهو الذي أظهر قدرة كبيرة ، في النيل من سمعة حزبه  على صفحات  الجرائد المتربصة  ؟؟ الى درجة جعلته يدافع  عن بنكيران ؟؟  في مواجهة الكاتب الأول المنتخب  ، حيث اعتبر خيرات ما  يقوم  به الكاتب الأول  كقائد حزب في المعارضة ، في انتقاد اختلالات هذه الحكومة ، " بأنه لا يكف ( يقصد الكاتب الأول ) عن الكلام عن رئيس الحكومة وحزبه ، فقد تحول الى شغله الشاغل وهذا شغلو "   (استجواب  مع خيرات ـ جريدة الصباح بتاريخ 2/1/2015 )  ؟؟   أي شغل يريده خيرات  لزعيم الحزب .. أي حزب ؟؟   إذا لم يكن شغله الشاغل هو رئاسة الحكومة  ؟ وسياسة الحكومة ؟؟ .. فعوض أن يتكلف خيرات وأمثاله بمواجهة ما تنتجه هذه  الحكومة من سياسات فاشلة ، ويساهم في بناء خطاب المعارضة الحقيقية وإنتاج الأفكار والمواقف  ، نجده على العكس من ذلك ،  وقد فتح النار علينا وعلى كل ما ومن  يمت الى الشرعية الحزبية بصلة ، بما فيها الشرعية الديمقراطية التي وضعت الأخ إدريس لشكر على رأس حزب المهدي وعمر .. ويطلق العنان للسانه ـ ودائما في الجرائد التي بنت مجدها على الافتراء على الاتحاد الاشتراكي ـ  ليقول في لشكر ما لم يقله مالك في الخمر ..
يتحدث الأخ خيرات في نفس الاستجواب ، عن لقاء البرلمانيين بأكادير ، ويسميه لقاء تضامنيا ، بينما يعمد الى شيطنة موقف  التنظيمات الحزبية بسوس ، التي أدانت اللقاء كونه لم يصدر عن التنظيم ، وخيرات يعرف أكثر من غيره أن الفريق البرلماني ، هو جهاز أو مؤسسة وظيفية ، وليست تقريرية ، وخيرات يعرف أيضا أن اللقاء ، لو لم يكن الهدف منه استفزازيا ، لكان من سموا أنفسهم بالفريق البرلماني ، قد أعدوا للقاء جنبا الى جنب بإشراف من المكتب السياسي ، وبتعبئة من التنظيمات الحزبية المحلية والإقليمية ، خاصة وأن خيرات يعلن بأن اللقاء تضامنيا مع عمدة أكادير الاتحادي  وممثلها في البرلمان .. أما أن تتجاهلوا الكتابة الاقليمية ، والكتابة الجهوية ، والفروع وتقرروا في غياب رئيس الفريق .. ثم توجهون له الدعوة كآخر من يعلم ، ويأتي خيرات ليقول : " فوجئنا بموقف الكاتب الأول يدعو الكتابات الاقليمية بسوس الى إدانة اللقاء .." وأنا أقول بأنني والعديد من المناضلين في التنظيمات الحزبية من خارج ماسة درعة ، لم يدعنا الكاتب الأول لإدانة اللقاء ، ندين اللقاء البرلمانيين الذي تم في أكادير للي التنظيم الحزبي الشرعي ، وإظهاره بمظهر العاجز عن التنسيق بين مختلف مكوناته بما أتاح للخصوم والمتربصين فرصا أخرى للتشفي والشماتة . وكان أولى أيضا بإبداء التضامن داخل قبة البرلمان وليس خارجه ؟؟
 أما عما يدعيه خيرات من لقاء لنفس البرلمانيين ، في يوم دراسي " قرروه " في مكناس ، باعتبار أن التقسيم مجحف في حق الأخ سعيد شبعتو رئيس جهة مكناس تافيلالت ، وكانت مبادرة تضامنية ، فأنا كعضو الكتابة الجهوية لجهة مكناس تافيلالت ، وعضو كتابة اقليمية ، ليس في علمي أي لقاء تضامني من هذا القبيل .. مع العلم أني سأحبذ كغيري من المناضلين مثل هذا التضامن ، شريطة ألا يكون الهدف منه ، التشكيك في الشرعية التنظيمية ، وألا يكون التضامن كما جاء في الاستجواب ـ مع الأخ سعيد شبعتو ؟ظ فمكناس والجهة هي المهددة بالتقسيم المجحف ، وليس فقط الأخ شبعتو رئيس الجهة اللهم اذا تحول الأخ خيرات من رجل مواقف من الأحداث الى رجل مواقف مع الأشخاص ..
يتحدث خيرات في الاستجواب  على التشويش على تأبين المرحوم الزايدي ، ويقول "  بأن الاتفاق قد تم مع أسرة الفريق ( لا أدري أي فريق ) تليق بتاريخ الرجل ، والتطوع لحفل التأبين تحت إشراف العائلة .. " ثم يضيف : " فإذا بدعوة تصدر الى الاتحاديين بالبقاء في فروعهم ، ومن أراد أن يحيي الذكرى ، له أن يقوم بذلك في منطقته ..  " لاحظوا معي كيف تم ترتيب الكلام ، حتى أصبح الباطل حقا والحق باطلا .. فإذا كان الهدف هو اقامة حفل تأبين يليق بتاريخ الرجل ، فاشرح لنا من فضلك يا أخ خيرات ، ماذا تقصد بالتاريخ ؟؟ هل هو التاريخ الشخصي للراحل ؟؟ أم تاريخه كمناضل ؟؟ إذا كنت تقصد التاريخ الشخصي فان عائلة المرحوم أولى بتنظيمه سواء بالبيت أو بغيره ، وأما ان كنت تتحدث عن تاريخ المرحوم النضالي ، فان المرحوم قد مات اتحاديا : رئيس جماعة اتحادي ، وبرلماني اتحادي ، فالأولى بتنظيم حفل التأبين هو قيادة الحزب ، وبتنسيق مع العائلة كما جرت العادة في حفل تأبين شهدائنا ومرحومينا .. أما وأن توغروا صدر العائلة على القيادة الحزبية ، ونحن في موقف عزاء وليس عداء ، في وقت كنا ننتظر من أمثالكم موقفا أكثر نبلا ، فيتم الإخبار بفضاضة ما بعدها فضاضة ، بأن القيادة الحزبية غير مرغوب في حضورها ، وعلى رأسها الكاتب الأول للحزب .. في حين تفرد الكراسي الأمامية لغير الاتحاديين ،  وكثير منهم ناصبوا ومازالوا  ، عداء مستحكما للحزب ثم تنكرون على الحزب أن يدعو المناضلين المحترمين لشرعية حزبهم ، بأن يحيوا ذكرى اغتيال الشهيد عمر ، وحفل تأبين المرحوم الزايدي ؟؟ إنها لعمري قمة الرداءة في الردة ..
تقول يا خيرات بأنك قد فاتحت لشكر ،  كحل:" للأزمة " بأن يقبل إضافة أربعة أسماء ،  لم تصوت عليهم اللجنة الإدارية ، الى المكتب السياسي ، وأنا أقول من أعطاك هذا الحق ؟ سواء بالإضافة أو بالنقصان ؟؟ إذا كنت مؤمنا حقا بالديمقراطية الداخلية التي لا تكف على التباكي عليها ؟؟  أم أن الذي غاض أخوتكم هو أن زمن الوزيعة أزفت ساعته ؟؟

أختم وأقول إنها بالفعل أزمة الوزيعة ، وليست أزمة الحزب ، بدليل استجواب آخر لخيرات  مع المساء ، حيث قال  بأن ضغط الأجندة الانتخابية ، هو الذي عجل بقطع شعرة معاوية مع الحزب ، أي أن ما يسمون أنفسهم تيارا هم فقط محترفي الانتخابات ، وأن محركهم بقاء و ترحالا  ، هو ما سيغنمونه من الوزيعة .. وأنهم جماعة لا هم لهم إلا المنصب :  حزبهم منصبهم  .. وكما يقولون بأن في طي كل نقمة نعمة ، فان نعمة ما يعيشه الحزب أنه تعرف على حقيقة بعض من كادوا يقتربون من موقع الذين لامسهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم ، فإذا بالمناضلين يقفون على حجم الريع النقابي والسياسي والإعلامي ، الذي مازالوا يرتعون في نعمته ومع ذلك لا يتورعون عن سب ملته ، ولله في خلقه شؤون . 

 حميد العكباني
عضو الكتابة الاقليمية بمكناس
 وعضو الكتابة الجهوية لمكناس تافيلالت                
     

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع