2015/01/13

محمد بوبكري وعقدة الثدي

نتيجة بحث الصور عن صور محمد بوبكري

عبد السلام المساوي
وحدهم الوقحون لا يستوعبون الدروس، وحدهم الموتى لا يشعرون بالألم، وحدهم البلداء لا يتعلمون، وحدهم الأنانيون لا يراجعون ذواتهم، وحدهم المعقدون لا يعترفون بأمراضهم، وحدهم الفاشلون لا يستيقظون من أوهامهم… احد هؤلاء هذه المرة هو محمد بوبكري.
برزمة من العقد والأمراض، بشحنة من الأحقاد والضغائن، ببؤس سياسي وخبث صحفي، سيكولوجية مهزوزة وتيه فكري، طلع علينا محمد بوبكري بحوار في جريدة “أخبار اليوم”، حوار احتفى به بوعشرين إخراجا وتسويقا، ليس حبا وتقديرا لبوبكري وتصريحاته، وإنما خدمة لحزب العدالة والتنمية وزعيمها بنكيران واستهدافا للاتحاد الاشتراكي وزعيمه إدريس لشكر… وهكذا يكون بوبكري، الذي أعمته الأنانية، قد انضم إلى جوقة الذين يعذبهم نجاح الاتحاد الاشتراكي… انه بالرغبة والقول أساء إلى حزب القوات الشعبية… بشقاوة وعيه وغباوة فكره ومرضية طموحاته يحقق أهداف قوى الظلام والمحافظة والاستبداد المناهضة للاتحاد كقاطرة قوى اليسار والتقدم والحداثة.
الحوار مكتوب بسادية عنيفة وعدوانية دفينة ولم يستطع قناع المناضل الذي لبسه بوبكري، إخفاء حقده على إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ، والذي قرأ هذا الحوار ومقالات أخرى على جريدة “الأخبار” يستنتج أن هذا الحقد كان يسكن صاحبه من زمان، رقد طويلا، ولكن ما تألق لشكر في المؤتمر الوطني التاسع وفي المحطات التي بعده، المحطات التي أكدت
تالق الكاتب الأول بامتياز
، حتى استيقظ فيه هذا الحقد بعنف، فأصيب بوبكري بالسعار والإسهال اللغوي الحامل لجميع أنواع الهجومات المرضية، فيها الكثير من السب والقذف، الإساءة والتجريح، يكذب ويتهم… شافاه الله، انه مريض.
إن هذا الحقد على الزعيم مرده الإخفاقات التي راكمها بوبكري اجتماعيا وسياسيا، علائقيا وإنسانيا.. إخفاقات تمتد جذورها إلى الطفولة، ويعكس خبث لسانه وقلمه باطنا خزانا للبغض والكراهية.. اعرف، وهذه المرة أكثر من أي وقت مضى… إن بوبكري مريض، إنسان غير سوي نفسيا واجتماعيا… وإذا كان الشخص يشكل كلية لا يمكن الفصل فيها بين الجسم والنفس، الظاهر والباطن، الداخل والخارج.. فان سلوكات بوبكري عبر تمظهراتها الخارجية وتجلياتها الجسدية تنم عن ضعف في الشخصية وفقدان الثقة في النفس.. عرفته عن قرب كطالب في كلية الاداب والعلوم الانسانية بفاس يجمعنا تخصص علم الاجتماع، وعرفته كمناضل يجمعنا حزب الاتحاد الاشتراكي… وما كان يثير انتباهي وانتباه الطلبة الاتحاديين هو عند ما كان يتدخل بوبكري في تجمع طلابي فانه يصرخ.. ونعلم ان من يصرخ لا يفكر رغم أن بوبكري يزعم انه مفكر ومثقف والصراخ يعبر عن الضعف والخوف.كان يصرخ ويرتعد… وهذه أعراض الشخصية الفاقدة للثقة في النفس… وكان الطلبة خصوصا من تيارات “اليسار الجذري” في السبعينات يستقبلونه بالاستهزاء والسخرية… شخصية مهزورة وشخص مريض… يداري ضعفه بعنف لغوي ويخفي عقده بالهجوم على الغير…انه بالجوهر والنشأة يؤلمه نجاح الاخرين. لتجنب الالم يبحث عن اللذة في التعويض والإسقاط.
محمد بوبكري يتخبط في قلق انطولوجي، عندما يتأمل فشله يصدمه من شاركهم المشوار ذات يوم. وللهروب من التوتر يخادع نفسه فيبحث عن التبريريات كآلية شعورية للدفاع  عن شخصية فاقدة للتوازن وكآلية لتفسير سلوكات مشينة، فقد وصلت به الوقاحة إلى الإساءة لمن رفع عنه الحصار، وذهبت به قلة الحياء إلى التنكر إلى من صنعه. الم يكن بوبكري مجرد “فيدور” لإدريس لشكر؟؟
إن تألق لشكر سياسيا لا يمكن محوه بالمزايدات الذاتوية والأنانيات المدرمة والحكايات الوهمية… كما لا يمكن لمحمد بوبكري أن يلمع صورته ويطهر سيرته بالتهجم على ادريس والتشكيك في يساريته لانه أصبح كاتبا أول، وهذا ما افزع بوبكري.
واضح، إذن، إن بوبكري اقتنع أخيرا بان ما كان يحلم به مجرد وهم.. فللزعيم مواصفات وللزعامة شروط… وليداري الفشل درءا للألم النفسي اكتفى “بالكتابة” في جريدة يعلم الجميع انها لسان حزب العدالة والتنمية، ويعلم الجميع أن بوعشرين غنم ويغنم الكثير من خلال التشكيك في المؤتمر الوطني التاسع، والإساءة إلى كاتبه الأول .
إن حديث محمد بوبكري عن الزعيم والزعامة يعكس طمعا مكبوتا ومرضا مزمنا… إخفاقات الطفولة واحباطات المراهقة.. دفعته إلى استبطان حلم بان يكون زعيما ذات يوم كحل انتقامي من الضعف والحرمان والفشل، في فرض ذات كانت منبوذة منذ الصغر… ومرة أخرى ينفجر المكبوت، فما كان لا شعوريا تعرى على أعمدة جريدتي “الأخبار” و”أخبار اليوم”، ولم تستطع محاولاته في إخفاء المرض اعتماد “التنظير”، والهجوم الشارد على إدريس لشكر زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولأنه يكره الزعيم فانه تطاول أيضا على حميد شباط زعيم حزب الاستقلال.
واضح، إذن، أن بوبكري اقتنع أخيرا بان ما كان يحلم به مجرد وهم.. فللزعيم مواصفات وللزعامة شروط… وليداري الفشل درءا للألم النفسي اكتفى “بالكتابة” في جريدة يعلم الجميع أنها لسان حزب العدالة والتنمية، ويعلم الجميع أن بوعشرين غنم ويغنم الكثير من خلال التشكيك في المؤتمر الوطني التاسع، والإساءة إلى كاتبه الأول .
طبعا تبين لبوبكري انه ليس مؤهلا سياسيا وسلوكيا ليكون زعيما ولا نائبا للزعيم، النتيجة إذن إعلانها حربا على الزعيم. اعلم ويعلم محمد بوبكري أكثر مني آن إدريس لشكر يتصف بكل خصال الزعيم السياسي، وهي خصال يعدمها بوبكري جملة وتفصيلا، بالأمس واليوم… يتصف لشكر بكل خصال القائد السياسي التواق إلى الديموقراطية والحداثة، خصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز، والتقدم بخطوات محسوبة دون تسرع ودون مراوحة، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة، وتأهب دائم لخوض غمار تحليل تأصيل ومبدع لالتباسات الحقل السياسي، واقتراح حلول ومخارج مطابقة، وامتلاك الحدس السياسي الذي يتجاوز ما هو كائن إلى ما سيكون.
يتصف لشكر بكل خصال القائد السياسي التواق إلى الديموقراطية والحداثة، خصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز، والتقدم بخطوات محسوبة دون تسرع ودون مراوحة، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة، وتأهب دائم لخوض غمار تحليل تأصيل ومبدع لالتباسات الحقل السياسي،عقلاني فكرا وبراغماني سلوكا، يمقت الانفعالات والتفكير بالعاطفة والانسياق وراء الشعارات والوقوع سجين الحماس المرضي، يرفض ممارسة النضال السياسي بالارتكان إلى الماضي… فإدريس يعتبر نفسه مناضلا في حزب له ماضي لا حزب ماضوي، حزب تاريخي، حزب الحاضر والمستقبل الذي يستلهم قيم ماضيه.. يحتقر ثوار الصالونات واشباه المثقفين الذين يسوقون عقدهم في هذه الجريدة التي تدعي أنها مستقلة وتلك التي تزعم أنها محايدة… إدريس فاعل سياسي وهذا ما جعله يشتغل تنظيميا، يِؤمن بان التاريخ يصنع ولا ينتظر المنتظرين والمتفرجين، فإما ان ننخرط فيه وندقق كيفية وطريقة الانخراط وإلا أصبحنا متجاوزين، سلبيين وعدميين، ويؤمن بان ضبط الوقت المناسب، مسألة حاسمة في العمل السياسي، وان ضياع الفرصة يكون مكلفا في المستقبل. عملي وواقعي، بكرة الثرثرة ولغو الكلام، يعلم الزعامة لا تتحقق بالعقد والأحقاد، بوقاحة اللسان ورداءة الكتابة، بل بالعمل المؤسس على التنظيم والحركة، على المبادرة والفعل… جريء زيادة على اللزوم، شجاع في مبادراته ومواقفه، في تدخلاته وقراراته… انه كالزئبق يستحيل ضبطه كما تستحيل مجاراته في التناهي مع الحزب… انه الابن الشرعي والأصيل لمدرسة عبد الرحيم بوعبيد.
رجل “عنيف” يحارب بكل شراسة الانحراف والتطفل، الفوضى والعدمية، يرفض الأصولية في مختلف تجلياتها، انه الحجر الأساس في سياسة الاتحاد الاشتراكي الرامية الى تحديث الحزب وإعادة تأهيله مجتمعيا، بما يعنيه ذلك من قطع مع الاتجاهات العدمية والمحافظة من جهة، ومع الاتجاهات الانتهازية والمتقاعسة من جهة أخرى.
إن الذين عاشوا التجربة الاتحادية من الداخل يعرفون، وبوبكري يعرف، أن إدريس كان دائما الجدار الأمامي الذي يحتمي خلفه “القادة” الذين يبحثون عن كسب أو تحصين المواقع دون مواجهة ودون خسائر في المحطات الحاسمة من تاريخ الحزب، خصوصا في العقدين الأخيرين، كان لشكر حاضرا بقوة، فاعلا أساسيا… يواجه ويصارع، يفكر ويفعل، يخطط وينفذ، وغيره في قاعة الانتظار يبارك فتوحاته
ان الذين عاشوا التجربة الاتحادية من الداخل يعرفون، وبوبكري يعرف، أن إدريس كان دائما الجدار الأمامي الذي يحتمي خلفه “القادة” الذين يبحثون عن كسب او تحصين المواقع دون مواجهة ودون خسائر في المحطات الحاسمة من تاريخ الحزب، خصوصا في العقدين الأخيرين، كان لشكر حاضرا بقوة، فاعلا أساسيا… يواجه ويصارع، يفكر ويفعل، يخطط وينفذ، وغيره في قاعة الانتظار يبارك فتوحاته.. يشهد الاتحاديون والاتحاديات ان إدريس كان دوما سيدا وان بوبكري كان عبدا. واليوم يستجدي بوعشرين ونيني للتحرر من عقدة الدونية وخسة الاتباعية.
لشكر اتحادي اشتراكي ديمقراطي وقائد سياسي محنك يروم دائما تقديم أجوبة متغيرة لأسئلة متغيرة، أجوبة يمليها استيعاب هذا الذي يحدث في العالم، هذا الذي يحدث في بلادنا وهذا الذي يحدث في المشهد الحزبي، يعلم أن الرهان على حضور الحزب يقتضي الانخراط الواعي في لجنة الواقع الموضوعي بكل تناقضاته وموازين القوى المتبلوة داخله، وانغماس في العمل السياسي بكل التواءاته وتعرجاته حيث منطق الوقائع الصلدة وليس طوبى ” النوابا” المستترة او المعلنة، يقتضي المبادرة الواعية في خضم دينامية مجتمعية يتفاعل فيها الموضوعي والذاتي، ومشهد سياسي يطبعه الالتباس الانطولوجي.
لشكر عنيد مثل مسار الاتحاد الاشتراكي، يجيد لي الذراع ويعرف كيف ومتى يوجه الضربات.. صوت رجولي قوي، في اللحظات التي يخفت فيها صوت الحزب يصدح ادريس ليعلن الحضور، يثير الجدل، بمواقفه ومرافعاته يفاجئ الاصدقاء قبل الخصوم… وحده حزب.
يزعم محمد بوبكري بان “لشكر وشباط توأمان خرجا من رحم واحدة ويرضعان من ثدي واحد…” ونلفت انتباه بوبكري الذي يظهر انه يعاني عقدة الثدي بما للعقدة من رواسب في الماضي وامتدادات في الحاضر، نلفت انتباهه ان ادريس بعد ثدي الام رضع من ثدي حزب الاتحاد الاشتراكي، رضع النضال والشجاعة، الصدق والوفاء، الاخلاص والكرامة. وان موقعه راهنا في الاتحاد الاشتراكي وفي الساحة السياسية هو نتيجة لتراكمات نضالية، تراكمات اكسبته ذكاء تنظيميا وحنكة سياسية. ان الرجل لم يتم اسقاطه على الحزب، ولم يتم انزاله من خارج الصيرورة الاتحادية او استيراده من تجربة مناقضة للتجربة الاتحادية، انه عنصر فاعل في النسق الاتحادي الذي يعتبر فيه بوبكري تابعا ومريدا.
لقد انخرط ادريس لشكر في العمل السياسي وهو فتى لم يبلغ سن الرشد، أي ان رشده السياسي سبق رشده القانوني والاداري انخرط في العمل السياسي وهو مراهق، والمراهق عندما يعانق السياسة يصبح ثوريا بالضرورة، واذا عانقها في بلد ينشد الديموقراطية والخروج من التخلف فانه يبلغ سقف الثورية المؤسسة على جروح الوطن.
ان كل متأمل قارئ للحقل السياسي في المغرب عبر صيرورته التاريخية الممتدة من السبعينيات الى اليوم، لابد وان يقف عند هذا الاسم
الذي يكاد يكون استثنائيا.
هو وحده حزب، انه سياسة خاصة، سياسة الفعل والحركة، لا سياسة الخطاب والتنظير.. من هنا فان كل من يحاول الاحاطة بالرجل في ابعاده السياسية يتقزم امام دهاء المناضل، وتبدو كتاباته وتعليقاته وكأنها لعبة صبيان..
يكفي ان يتموقف ادريس فيسقط القناع عن المتهافتين والمندسين، يكفي ان يتحرك حتى تنهار المطلقات وتنقرض الزعامات الوهمية، يكفي ان يظهر فيختفي اولئك الذين صنعهم الاتحاد في هذا الظرف او ذاك، يكفي ان يلمح فيرتبك اولئك الذين انتهزوا الفرص وركبوا نضالات الاتحاديين.. بهذا، اما اكثر من هذا فيعرفه الاخوان، فالرجل يضرب له الف حساب، انه مزعج
يكفي ان يتموقف ادريس فيسقط القناع عن المتهافتين والمندسين، يكفي ان يتحرك حتى تنهار المطلقات وتنقرض الزعامات الوهمية، يكفي ان يظهر فيختفي اولئك الذين صنعهم الاتحاد في هذا الظرف او ذاك، يكفي ان يلمح فيرتبك اولئك الذين انتهزوا الفرص وركبوا نضالات الاتحاديين.. بهذا، اما اكثر من هذا فيعرفه الاخوان، فالرجل يضرب له الف حساب، انه مزعج !
واهم كل من يعتقد ان ادريس صنيعة هذا او ذاك، مخطئ كل من يدعي ان لشكر ترقى حزبيا بتقديم الولاءات… هؤلاء وغيرهم يجهلون الخاصيات التي تؤثث شخصية الرجل، وقبل ذلك يتجاهلون مساره السياسي، وهو تجاهل مؤسس على كثير من الخبث وقليل من السياسة.
انه اتحادي، الاختيار الصعب، اختيار النضال المؤسس على الايمان بالمشروع الاشتراكي الديموقراطي، والمؤسس على الالتزام الذي يقتضي التضحيات الجسام، مسار مكتوب بالنضال وموشوم بالصلابة والصمود، مستعد ليخسر كل شيء لا يستطيع التنازل عن المشروع الاتحادي انه اتحادي اصيل.
لشكر “منتوج” اتحادي خالص، كبر في احضان الاتحاد الاشتراكي، تندرج في جميع الاسلاك التنظيمية ارتشف السياسة مبكرا، عانق النضال وهو تلميذ، وهو طالب بكلية الحقوق بالرباط، من المؤسسين الفعليين والفاعلين للشبيبة الاتحادية، سنة 75 وفي سنة الواحد والعشرين انتخب قائدا للشباب الاتحادي، وطبعا سنة 76 وبالدار البيضاء كان الموعد مع الاعتقال والسجن، فازداد اصرارا وصمودا.
ادريس تدرج صعودا في صفوف القوات الشعبية من مناضل في خلية تلاميذية، الى كاتب اول للاتحاد الاشتراكي، فالرجل له كل الشرعيات التي تؤهله لأعلى منصب قيادي في الحزب، شرعية تاريخية، نضالية صادقة وكفاءة سياسية.
رجل كاريزماتي بكل تحمل الكلمة من معنى، يصنف في خانة القادة السياسيين الوازنين بالمغرب.
يزعم محمد بوبكري “ان شخص زعيم الاتحاد الاشتراكي مرفوض من حيث التعامل الانساني لانه لا يحظى بثقة احد بعدما انكشفت للجميع معاملاته الحالية والسابقة، فهو صاحب باع في التنكر للمبادئ والقيم الاتحادية وتدميرها سرا اذا كان ذلك يخدم مصلحته الخاصة ومصلحة ذويه…” كذا ! الم اقل لكم ان بوبكري مريض؟ لاحظوا معي !
بوبكري الذي عاش ويعيش جحيم عزلة الانا وانغلاق الذات، بوبكري المنبوذ دائما من طرف الجنسين معا، بوبكري الفاشل في الانفتاح والتواصل مع الغير، العاجز عن ربط علاقات انسانية سوية مع الاخرين…. يركب الية الاسقاط كآلية دفاعية عن الانا، فاخذ يكشف عن عيوبه وامراضه، ما ظهر منها وما بطن، قارئا ذاته في ادريس لشكر.. اعلم ويعلم كل من عرف بوبكري عن قرب او بعد انه شخص شاذ علائقيا، وانه يفتقد الجاذبية التي تجعل الاغيار يتواصلون معه بالعقل والوجدان، ولانه وعى رفض الاخرين له فانه استظل بادريس لشكر الذي كسر الجدار السميك الذي يفصل بين بوبكري والاخرين، والكل يجامله باعتباره مقربا من ادريس.اتحاديون واتحاديات موطنون ومواطنات… عاشوا النجاح العظيم الذي حققه لشكر في المؤتمر الوطني التاسع لما انتخب كاتبا اول وبامتياز ديموقراطي في الشوطين، متفوقا على اطر اتحادية لها من التاريخ والتجربة والكفاءة ما تجعل بوبكري يخجل من نفسه ومن ترهاته.
الواقع لا يرتفع، فهو معيار الحقيقة.. ولابراز تهافت ادعاءات بوبكري نحتكم الى الواقع والتاريخ.. الواقع هو الفيصل بين الصدق والكذب… يكذب بوبكري ويغالط نفسه الجريحة فيدعي ان “لشكر لا يحظى بثقة احد” اهلا ! كيف يقبل كل من قرأ هذيان بوبكري هذا البهتان والجميع، اتحاديون واتحاديات موطنون ومواطنات… عاشوا النجاح العظيم الذي حققه لشكر في المؤتمر الوطني التاسع لما انتخب كاتبا اول وبامتياز ديموقراطي في الشوطين، متفوقا على اطر اتحادية لها من التاريخ والتجربة والكفاءة ما تجعل بوبكري يخجل من نفسه ومن ترهاته… لما يتفوق ادريس لشكر على فتح الله ولعلو ولحبيب المالكي ومحمد اليازغي الذي راهن على الزايدي.. لما يتفوق على هؤلاء الكبار ويبتعد عنهم بمسافة اصوات مهمة هل يحق لكل ذي عقل ان يشكك في الثقة التي يحظى بها لشكر لا نملك الا ان نشفق على بوبكري، انه مريض شافاه الله.
في الاستحقاقات التشريعية الاخيرة فاز لشكر بمقعد برلماني في مجلس النواب متفوقا على اباطرة المال والاعمال وتجار الانتخابات وسماسرتهم.. فاز ادريس لانه يحظى بثقة الناخبين والناخبات، تعاطف المواطنات والمواطنين… واتحدى بوبكري ان كان كما يزعم “محبوبا” من حيث التعامل الانساني “ويحظى” بالثقة، اتحداه ان يغامر فيختبر وزنه بين الجماهير… طبعا لم ولن يقبل التحدي، بكل بساطة فهو قبل غيره يعرف انه نكرة وانه غير مؤهل للدخول في منافسة تفضح المستور، ان من يفقد الثقة في نفسه عاجز عن كسب ثقة الاخرين، وصفقنا ساخرين وعلى بوبكري السلام.
فجأة يكتشف بوبكري معاملات لشكر” الحالية والسابقة، فهو صاحب باع في التنكر للمبادئ والقيم الاتحادية وتدميرها سرا اذا كان ذلك يخدم مصلحته الخاصة ومصلحة ذويه…” منتهى النذالة والدناءة بلغها بوبكري… انه لغو العصابي وهذيان الذهاني. اذا كان بوبكري جمعته بادريس صداقة تمتد الى ازيد من ثلاثين سنة كما يعترف بذلك هو، فلماذا سكت عن المعاملات السابقة؟ فهل انتظر ثلاثة عقود من الزمن ليكشفها، وهنا قمة البلادة والغباوة. ام انه كان يعرفها فسكت عنها لانه كان متواطئا ومستفيدا ! طبعا هذا كلام متهافت، كلام تافه تفاهة صاحبه.
كتحصيل حاصل ان كلام بوبكري يفتقد الى الصدق الداخلي والخارجي، الصدق المنطقي والواقعي، منطقيا بوبكري متناقض وغير منسجم مع ذاته، وواقعيا بوبكري كذاب، يخادع نفسه ولما اراد مخادعة الرأي العام قابله بالاحتقار. الم اقل لكم انه غير متوازن… انه مرتبك، كان وما يزال.
يصف بوبكري ادريس لشكر بانه: “صاحب باع في التنكر للمبادئ والقيم الاتحادية وتدميرها سرا…” كلام حقير ينم عن لا مسؤولية صاحبه.. كلام في كلام.. ان الوقاحة انست بوبكري بانه “عضو” في المكتب السياسي وانه يتهم الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي و”يا جبل ما هزك ريح” .. اتحدى مرة اخرى وبقوة ان يسوق لنا بوبكري موقفا واحدا للشكر او محطة واحدة ضمن مساره الطويل في الحزب تخلى لشكر او حاول التنكر للمبادئ الاتحادية.
ادريس لشكر الذي قد يستطيع ان ينسى كل شيء الا انه اتحادي، مستعد ليخسر كل شيء الا مبادئه وقيمه، وهذا اهله ليرتقي صعودا والقا في صيرورته الحزبية والمهنية، انه النهر الذي لا ينسى نبعه.
فان تمارس الاستمناء السياسي عبر التهم التافهة شيء وان تكون فاعلا وقائد ا شيء اخر، ومثل هذا الكلام لن يعالج بوبكري لا نفسيا ولا اجتماعيا ولن يخرجه من عزلته.
يقول بوبكري “لقد جمعتني بادريس لشكر صداقة تمتد الى ثلاثين سنة، ولا اخفي عليك انه الى حدود المؤتمر الاخير للحزب كانت لدي قناعة نسبية بان قيادة الاتحاد من قبل ادريس لشكر ستكون فرصة لتطوير توجهات الحزب وتعميقها، واعادة بنائه وعودته الى المجتمع… لكن، للاسف، فوجئت بانه يتصرف وكأن الامور تملى عليه، ما جعلني اقتنع بانه ينهج اسلوبا غير حداثي وغير ديموقراطي في ادارة شؤون الاتحاد الاشتراكي”.
نسجل بان بوبكري يقر بأنه جمعته بادريس صداقة تمتد الى ثلاثين سنة، ونسأله هل الصداقة التي دامت ثلاثة عقود من الزمن تنهار في لحظة؟ ! واذا كان الامر كذلك فما هي الاسباب الحقيقية والخفية، المكبوتة والمسكوت عنها التي جعلت بوبكري يتنكر لهذه الصداقة؟ اذا ابرزنا تهافت المبررات التي قدمها بوبكري، سنحاول فضح المستورنسجل بان بوبكري يقر بأنه جمعته بادريس صداقة تمتد الى ثلاثين سنة، ونسأله هل الصداقة التي دامت ثلاثة عقود من الزمن تنهار في لحظة؟ ! واذا كان الامر كذلك فما هي الاسباب الحقيقية والخفية، المكبوتة والمسكوت عنها التي جعلت بوبكري يتنكر لهذه الصداقة؟ اذا ابرزنا تهافت المبررات التي قدمها بوبكري، سنحاول فضح المستور كما يلي:
• بوبكري فقد البوصلة وكفر بالصداقة، واشك في انه امن بها يوما ما، لما لم يستجيب الكاتب الاول لبوبكري الذي ابان عن رغبته الجامحة في تولي منصب نائب الكاتب الاول، طبعا لشكر رفض الرضوخ لالحاح بوبكري، لاسباب ذاتية وموضوعية، سياسية وتنظيمية… ونعلم ان ادريس لا يرتكب مثل هذه الاخطاء القاتلة، فهو يعرف اكثر من أي اتحادي واتحادية ان بوبكري بالطبيعة والسلوك غير مؤهل لهذا المنصب القيادي في الحزب… ان الذي يروم البناء لا يمكن ان يستعين بمن يتقن فقط اسلوب الهدم…طبعا كان رد فعل بوبكري الهجوم البشع على الزعيم.
• ان الصداقة هي علاقة حب صادق تربط ببين شخصين، نلاحظ ان الصداقة كعلاقة انسانية نبيلة تتأسس على قيمتين جميلتين هما الحب والصدق، ونعلم بان بوبكري الذي تربى على الحقد والكراهية لم يعش تجربة الحب ابدا، وان من لا يحب فانه بالضرورة يكره وبالتالي ينافق ويكذب ليداري مشاعره الحقيقية.يصنف ارسطو الصداقة الى ثلاثة انواع: 1 صداقة المنفعة 2 صداقة المتعة 3 صداقة الفضيلة… صداقة المنفعة وصداقة المتعة صداقة زائفة، وبالتالي مؤقتة، انها تزول بزوال سبب قيامها… ان الصداقة التي يعترف بها بوبكري هي صداقة المنفعة… انها تدوم بدوام المنفعة، وقد تستغرق ثلاثين سنة، لكن تنتهي بمجرد ما لم يصل بوبكري الى منصب نائب الكاتب الاول.
طبعا الصداقة الحقيقية هي صداقة الفضيلة، لكن بوبكري ليس من شيمه الفضائل لانه الف الرذائل… واذا حاولنا قراءة سجل بوبكري على مستوى علاقات الصداقة التي نسجها سنستنتج بانها تنتهي دائما بالفشل… ولنا في “صداقته” لمحمد الكحص مثلا ساطعا، اذ عز على بوبكري ان يستوزر الكحص دونه ! هذا على المستوى العام والحزبي اما على المستوى الخاص والحميمي فاترفع عن سرد امثلة، ويكفي ان اذكره بان مدرجات كلية اداب بفاس تشهد على الصفعات التي كان يتلقاها امام الملأ وفي تجمعات طلابية، هذا شأن المذلولين، يستسلمون ويطيعون في لحظات الضعف، لكن بمجرد ما يستشعرون نوعا من القوة يستأسدون متنكرين للاصدقاء والصديقات و… وهذا ما حدث مع بوبكري عندما عين رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
* ليخفي بوبكري الدوافع الحقيقية التي جعلته يتنكر لصداقة قديمة يزعم بان لشكر “ينهج اسلوبا غير حداثي وغير ديموقراطي في ادارة شؤون الاتحاد الاشتراكي” ونسأل بوبكري هل الاسلوب الحداثي يقتضي ابتزاز الكاتب الاول ومقايضته، نائب الكاتب الاول مقابل تقديم الولاء؟!هل الاسلوب الحداثي يقوم على الريع الحزبي؟ ! وهل الاسلوب الديموقراطي يقتضي فرضك نائبا للكاتب الاول ضدا على ارادة اعضاء وعضوات المكتب السياسي والاتحاديين والاتحاديات اجمعين، لما اراد ادريس لشكر ان يكون كاتبا اول للحزب فانه ترشح ديموقراطيا وفاز ديموقراطيا ولم ينتظر تعيينا او تكليفا.. وكان الاختيار في المؤتمر.ان بوبكري يخشى من الديموقراطية لانه واع بانه منبوذ وغير مرغوب فيه لهذا يتجنب السقوط ويستجدي التعيين… سقط القناع عن القناع وبوبكري لاحداثي ولا ديموقراطي، انه مستبد بدون سلطة، ونحمد الله انه لا يملك اية سلطة، مادية كانت او رمزية .
* يصرح بوبكري بانه “الى حدود المؤتمر الاخير كانت لدي قناعة نسيبة بان قيادة الاتحاد من قبل ادريس لشكر ستكون فرصة لتطوير توجهات الحزب وتعميقها..” اعلم ويعلم المؤتمرون والمؤاتمرات بان بوبكري كانت لديه قبل المؤتمر وخلاله، قناعة مطلقة بان ادريس هو القائد لانه كان طامعا في نائب القائد… ولما تبخر الوهم اخذ يفرغ امراضه ومكبوتاته، وما كان مطلقا اصبح نسبيا حتى تحول عدما. فعلى من يكذب بوبكري اذا كان الجميع يشهد انه كان صاحب المطلقات في المؤتمر.
بوبكري يبرر شطحاته بان لشكر لا يملك استقلالية القرار وانه يخضع للاملاءات الخارجية… طبعا هذه لعبة رذيئة وتافهة، لعبها غير لابتلاع الهزيمة، لعبها آل الفاسي مع شباط ولعبها الزايدي وجماعته مع لشكر… انها لعبة المهزومين… اذن هي شطحات تنم عن الضعف والعجز، عن التيه والشرود.. وندعو بوبكري الى مراجعة النفس والعودة الى الذات عله يقف على اسباب سقوطه، وان زيارة طبيب نفسي قد يجد لديه العلاج او شيئا منه .
ان مفهوم محمد بوبكري لليسار مثقل برواسب الماضي، حيث كانت للمفاهيم قيمة مضخمة، تبطل دورها كأداة تحليلية للاقتراب من صورة الواقع المعقد.. اذ يكفي ان ينعت حزب او تيار معين نفسه باليسار، لكي يمنح لنفسه وبنرجسية ايديولوجية متعالية كل الامتياز في امتلاك الحقيقة المطلقة، ولعل في ذلك ما يفسر الراحة الاديولوجية والوثوقية التي تطبع بعض “اليساريين” اليوم لم يعد لمفهوم اليسار أي مدلول قيمي سحريان مفهوم محمد بوبكري لليسار مثقل برواسب الماضي، حيث كانت للمفاهيم قيمة مضخمة، تبطل دورها كأداة تحليلية للاقتراب من صورة الواقع المعقد.. اذ يكفي ان ينعت حزب او تيار معين نفسه باليسار، لكي يمنح لنفسه وبنرجسية ايديولوجية متعالية كل الامتياز في امتلاك الحقيقة المطلقة، ولعل في ذلك ما يفسر الراحة الاديولوجية والوثوقية التي تطبع بعض “اليساريين” اليوم لم يعد لمفهوم اليسار أي مدلول قيمي سحري… فلا اليمين يشعر بالنقص وهو يحمل هذا الاسم صراحة وعلانية… ولا اليسار يكسب لنفسه افضلية مسبق من تموقعه ذاك. اليوم، اذن، الاسماء هي مجرد اسماء.. لا يمكن ان تكون لها دلالة ايجابية مسبقة سوى ما قد حصلت عليه او تحصل عليه في الممارسة العملية…وتظل فكرة التجميع بين التيارات اليسارية لتشكيل اطار سياسي موحد من البوادر التي ستمنح لليسار تأشيرة الدخول الى معترك الصراع السياسي بميكانيزمات جديدة للمساهمة بالدفع بقاطرة الاصلاح بمفهومه الشامل، ان الروح التمجيدية والطوباوية لن تؤسسه وحدة اليسار.
وحدة اليسار هي ان يكون موحدا جازما جريئا في القضايا الكبرى والمعارك المصيرية ضدا على كل ما هو مناف لقيمه ومبادئه، وحدة اليسار هي تآزر فكري سياسي، عمل دائم ومستمر، حول الجوهر، ولا يمنع بل يشترط استمرار الحوار والجدال والنقد داخل اسرة اليسار، لكن في مجتمع ديموقراطي وفي ممارسة سياسية ديموقراطية.
فالمطروح على اليسار، التجذر في المجتمع وتعبئة الطاقات النسائية والشبابية لا كشعار فقط بل كممارسة وانشغال يومي وبالتالي طرح برامج واقعية تتجاوز المعطى الموضوعي وتصنع فكرا شاذا في عالم تتسارع وتيرة التحولات فيه، واعتبار الانتخابات كأسلوب للتداول على السلطة.
ان الاحتكام يكون اولا واخيرا لسلطة الشعب، والاقتراع العام، أي الانتخابات التي وحدها تعطي الشرعية لكل مكون من مكونات الحياة السياسية المتصارعة.. وبغض النظر عن التفاصيل يجب ان نتفق على مبدأ التصويت اليساري الذي يلزم الجميع.
مباشرة بعد انتخابه كاتبا اول صرح لشكر قائلا: “عندما اتحدث عن توحيد اليسار او العائلة الاتحادية وحرصي الشديد على لم شمل الاتحاديات والاتحاديين، فانا لا اتحدث عنه في المستقبل فقط، او اقول كلاما نظريا، بل اجسد التوحيد بالممارسة..” وفعلا تحقق الهدف وباستحقاق وحدوي باندماج الحزب العمالي والحزب الاشتراكي في حزب الاتحاد الاشتراكي… ان الحزب الاشتراكي الكبير موجود، انه الاتحاد الاشتراكي، وعلى اخواننا الذين يقدرون نضاليتهم، اخواننا في حزب المؤتمر والطليعة والاشتراكي الموحد ان يعودوا الى حزبهم، ويرجعوا اليه لينجز مهامه المستقبلية كما انجز مهامه التاريخية… مطروح على الاتحاديين، كل الاتحاديين في هذا الحزب او ذاك، ان يقفوا في وجه كل النزاعات والمبادرات التي تقاوم الوحدة في اطار الاتحاد الاشتراكي وهي نزوعات اناس لم يسبق لهم ان ناضلوا ولو من اجل انفسهم، ولا هم كانوا في أي تنظيم من تنظيمات اليسار ولا ماضي نضالي لهم مطلقا، لكنهم اليوم من متزعمي اليسارية الطارئة، وهم الذي تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضهما ويخوضها الشعب المغربي من اجل امتلاك مصيره.
ونلفت انتباه محمد بوبكري ان التحالف الديمقوراطي بات يتشكل اليوم من القوى التي تحمل مشروعا ديموقراطيا حداثيا وتناضل بالوسائل الديموقراطية لبلوغه، ولان الاشياء تعرف بضدها، فان التقاطب المعاكس يتشكل من القوى التي تقاوم اقامة النظام الديموقراطي، وانها تستعمل لتحقيق اهدافها وسائل غير ديموقراطية
ونلفت انتباه محمد بوبكري ان التحالف الديمقوراطي بات يتشكل اليوم من القوى التي تحمل مشروعا ديموقراطيا حداثيا وتناضل بالوسائل الديموقراطية لبلوغه، ولان الاشياء تعرف بضدها، فان التقاطب المعاكس يتشكل من القوى التي تقاوم اقامة النظام الديموقراطي، وانها تستعمل لتحقيق اهدافها وسائل غير ديموقراطية.اننا نضع هذا التصنيف، ونحن نفكر في طبيعة المرحلة الانتقالية باعتبار ان الاهداف الممكنة في مرحلة تاريخية معينة، هي البوصلة الي تحدد بها مواقع اصطفاف كل القوى السياسية والمجتمعية، يمينا ويسارا والغاية المحددة لطبيعة المرحلة الانتقالية هي في راينا التمكن من الوصول الى تثبيت نظام مؤسساتي ديموقراطي، بكل الخصائص المتعارف عليها دوليا “، وان هذه الغاية التي يتوقف عليها تقدمنا التاريخي في مجموعه تتقاسمها مجموعة من القوى السياسية تتفاوت وتختلف من حيث منشئها ومصالحها وثقافتها ومواقعها الاجتماعية الرئيسية.
تستحق المبادرة الوحدوية التي قادها ادريس لشكر الكاتب الاول للحزب والتي توجت باندماج الحزب العمالي والحزب الاشتراكي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تستحق ان تعتبر قرارا سياسيا شجاعا ومبادرة جريئة في ظل مشهد حزبي جامد يفتقد الى المبادرات السياسية الجريئة، وتستحق ان تندرج بحق ضمن المبادرات السياسية الرفيعة التي انتجها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال مساره النضالي الطويل.

ونختم بالتأكيد على ان الشهداء الذين يتخذهم بوبكري مشجبا لمقاومة التطور والتحديث والابداع، لم يكونوا ابدا محافظين ومنغلقين، لم يكونوا مرضى بل انهم كانوا يناضلون من اجل التغيير، لانهم كانوا يحملون مشروعا مجتمعيا متقدما… انهم كانوا مبادرين فكرا وممارسة، وما يحدث الان في الاتحاد الاشتراكي بقيادة ادريس لشكر هو استيعاب لثقافة هؤلاء الذين صنعوا تاريخ الاتحاد الاشتراكي وتاريخ المغرب،تستحق التنويه باعتبارها صادرة عن حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يمثل وعيا طليعيا في التجربة السياسية المغربية ويحمل وعيا استباقيا للتاريخ، تاريخ الحزب وتاريخ المغرب، تستحق التنويه لانها جاءت في ظل سياسي يطبعه الجمود والتقليد والتشتيت وتدني الوعي وتراجع القيم والاخلاقيات وتلاشي المرجعيات والتيه السياسي والميوعة وفقدان الثقة وانعدام الوضوح، وضع سياسي يفتقر الى النضج الفكري والى الحد الادنى من التنظيم الذي ينير الطريق ويوضح الرؤيا ويضفي على العمل السياسي قيمة ويرفع من انتاجيته.
وتستحق التنويه باعتبارها تتضمن قناعة وحدوية ووعيا تنظيميا جديدا ومؤشرات لرئيا سياسية خاصة بعد التحولات المفصلية الكبرى التي عاشها حزب الاتحاد الاشتراكي في العقود الاخيرة ، وهي التحولات المتمثلة في الانتقال من المعارضة الى المشاركة فالعودة الى المعارضة، ثم التحول التدريجي من الاشتراكية الكلاسيكية بدوغمائيتها الى الاشتراكية المنفتحة… وتستحق التنويه باعتبارها خلاصة لتجربة واستشرافا لوعي، ومن ملامح هذا الوعي الجديد اعتماد مقاربة جديدة في بناء الحزب، توسيع دائرة الانخراط النوعي، تجديد العلاقة مع المجتمع ابداع اساليب جديدة للتواصل مع المواطنين… انها مبادرة شجاعة تستحق التنويه لانها عملت على لم شمل العائلة الاتحادية.
ونختم بالتأكيد على ان الشهداء الذين يتخذهم بوبكري مشجبا لمقاومة التطور والتحديث والابداع، لم يكونوا ابدا محافظين ومنغلقين، لم يكونوا مرضى بل انهم كانوا يناضلون من اجل التغيير، لانهم كانوا يحملون مشروعا مجتمعيا متقدما… انهم كانوا مبادرين فكرا وممارسة، وما يحدث الان في الاتحاد الاشتراكي بقيادة ادريس لشكر هو استيعاب لثقافة هؤلاء الذين صنعوا تاريخ الاتحاد الاشتراكي وتاريخ المغرب، وعي بتجربتهم وتجديد لها، استلهام لها وسير في طريقها، اذن، لشكر يتعامل مع الرموز الخالدة للاتحاد الاشتراكي كفكر، كحركة حية، ككفاءات فاعلة لا ككائنات تراثية.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع