2014/09/13

الجزائر تستعمل فزاعة العدو الخارجي لمعاداة المغرب



 




     سلط برنامج تلفزيوني بثته القناة الثانية، أول أمس (الأربعاء)، الضوء على أسباب العداء الجزائري للمغرب. عداء، قال عنه حكيم الجيلالي، عامل ملحق بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية، وأحد ضيوف البرنامج، إنه نتيجة لعقلية حكام الجزائر الذين مازالوا سجناء عقيدة الحرب الباردة، والرغبة في الهيمنة، التي يعتبرها حكام البلد الجار، هدفا أساسيا يمر عبر إضعاف المغرب،
الذي يعتبره النظام الجزائري أيضا "فزاعة العدو الخارجي، للتغطية على فشل السياسات والاختيارات الاقتصادية التي اتخذها حكام البلد الجار في ستينات وسبعينات القرن الماضي".
وأكد الجيلالي أن المخطط الجزائري لإضعاف المغرب يقوم أساسا على التدخل في ملف الصحراء، وعبر ملفات الهجرة السرية وظاهرة التهريب، كما نبه ضيوف  برنامج "مباشرة معكم"،  إلى استعمال ورقة حقوق الإنسان للضغط بها على الرباط داخل أروقة الأمم المتحدة، وإحراج المغرب الذي دخل إلى نادي الدول الديمقراطية التي تفعل في كل سياساتها، مبادئ حقوق الإنسان، وتسعى إلى تطبيقها، عكس الجزائر التي تعلن أن النظام الحاكم داخلها، نظام عسكري، من الطبيعي أن يغفل مدخل حقوق الإنسان.
من جهته، نبه الصحافي محمد البريني، إلى أن إستراتيجية الجزائر تجاه المغرب لم تتغير، منذ وضعها بومدين وبوتفليقة، باستثناء المرة الوحيدة التي عرفت العلاقة بين البلدين نوعا من الانفراج، بعدما نودي على بوضياف، ليتولى رئاسة الجزائر واعترف حينها بمشروعية المغرب في الصحراء، لكن الجميع يعرف مصيره، مستطردا بالقول إن بوليساريو مجرد أداة لتنفيذ إستراتيجية النظام الجزائري، ذلك أن "موضوع الصحراء لا يغيب في أي لقاء بين مسؤول جزائري مع أي مسؤول أجنبي، ولا يغيب عن أي خطاب أو مبادرة جزائرية، والحيز الذي تحتله معاداة المغرب في الخطابات الجزائرية لا تعادله أي قضية وطنية تهم الجزائريين"، مضيفا "لا وجود لأي بلد في العالم ينظم في بلده دورات تكوينية لانفصاليين، ليثيروا القلاقل في بلد جاره، إلا الجزائر، فالنظام الجزائري تحالف مع نظام فاشي، هو نظام فرانكو لإقامة دولة في الصحراء".
وكشف نوفل البعمري، عن الشبيبة الاتحادية، خلال الحلقة ذاتها، أنه في غضون خمس سنوات الأخيرة، تم تنظيم 36 رحلة إلى الجزائر، تحت غطاء الدورات التكوينية، استفاد منها زهاء 379 شخصا يتحدرون من الأقاليم الجنوبية، من بينهم 112 امرأة، يشكلون ما يسمى "انفصاليي الداخل"، منبها إلى أن الأمر لا يخص الجامعات الصيفية التي تنظم بالجزائر، والتي كانت آخرها الجامعة الصيفية ببومرداس في دورتها الخامسة، الشهر الماضي، بل الأمر يتعداها إلى تنظيم مخيمات بإسبانيا، تحت يافطة "عطل السلام"، التي عرفت تنظيم تظاهرات قادها أطفال بمطارات إسبانيا، تتحدث عن تقرير المصير وتدافع عن بوليساريو، تلتها فضائح كشفتها بعض وسائل الإعلام، تتحدث عن مبالغ مالية تصرف بالعملة الصعبة لكل طفل مشارك في هذه المخيمات، وتتكفل بها دولة الجزائر.
من جهته، قال عمر الدخيل، رئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين، إن العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري وطيدة لكن النظام الجزائري يطرح مشكلة. وأضاف أن الجزائر توظف ملف الصحراء لصرف  الأنظار عن مشاكلها الداخلية،مؤكدا أن هذا البلد سيعرف مشاكل أكبر في المستقبل، وأن التخلص من العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين لا يحل المشكل بقدر ما يؤجله، لأن هؤلاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيُدفعون إلى ردة فعل قوية في القريب العاجل.
في السياق ذاته، قال الموساوي العجلاوي، من معهد الدراسات الإفريقية بحامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، إن الجزائر نتاج وضعية ما بعد الاستعمار، وتتملكها أطماع توسعية في المنطقة. وأضاف أن خطاب الحكام الجزائريين يعيدنا دائما إلى الماضي، وأنه لن تجد خطابا يتوجه نحو المستقبل. وأشار إلى تناقضات الجزائر الغنية بثرواتها الغازية والنفطية، في الوقت الذي يعيش المواطن على الهامش، ويعاني الإقصاء والفقر. وأكد أن الذي يحكم البلد ليس هو عبد العزيز بوتفليقة، وأن التخلص من 13 مسؤولا سياسيا وعسكريا يؤشر إلى وجود حرب داخلية. وأشار إلى وجود انتفاضة داخل المخيمات، مما ينذر بانفجار الأوضاع. وخلص إلى أن بوليساريو لا تمتلك قرار العودة إلى السلاح، وأنها انتهت عسكريا، وأنها تسخر فقط من قبل الجزائر للتوسل بها في المحافل الدولية.
وفي سابقة من نوعها، فضح مشاركان في دورات تــدريبيــة تقــوم بها الجزائر لفائدة نشطاء مغاربة، جانبا من أهداف هذه التكوينات التي تشرف عليها المخابرات الجزائرية.
وأكد المشاركان اللذان تحدثا في روبورتاج أعده طاقم البرنامج، بوجه غير مكشوف، أن الجــزائر تسعى من خلال هــذه الدورات إلى تلقين المشاركين في الــدورات التكوينية وسائل إثــارة الفتنة بالمغرب بمختلف المناطق، خاصة بالأقاليم الجنوبية.
فبعد عملية انتقاء المشاركين التي تستند إلى منطق القبلية بالدرجة الأولى، يرسل المدعو عمر بولسان، عميل للمخابرات الجزائرية وأحد الانفصاليين، الذي يتخذ من جزر الخالدات مقرا لإقامته، نسخا من جواز السفر إلى مسؤولين بالجزائر، ليتوصل المشاركون بتذاكر الطائرة، حيث يستقبلهم بولسان وشخصيات جزائرية وقيادات من بوليساريو، بمطار الجزائر، ليتم نقلهم بعدها إلى فنادق فخمة.
وخلال فترة التكوين، التي تستمر لأيام، تعطى التوجيهات بكيفية تأجيج الشوارع بوقفات مستمرة بشكل يومي في الصحراء، وأحيانا تصل إلى درجة إعطاء تعليمات بضرورة إشعال النار، وإحداث الفوضى فور عودتهم، لينتقل المشاركون في الدورات التكوينية إلى المرحلة التطبيقية، حيث يتم نقلهم بطائرات عسكرية جزائرية في اتجاه مخيمات تندوف، حيث تبدأ مرحلة ثانية من خلال اللقاء بقيادات عسكرية، يتم تلقين المشاركين مبادئ استعمال السلاح، خاصة الكلاشينكوف، وترسيخ العلاقة الوطيدة بين الصحراوي والكلاشينكوف، والدعوة إلى حمل السلاح والعودة إلى الحرب، "وكل ذلك يقع تحت أعين المسؤولين الجزائريين، الذين يحضرون كل مراحل التكوين، ويؤكدون أن العملية مراقبة من طرف المخابرات الجزائرية".
ويهم الشق الثاني من التكوين، حصول المشاركين على تكوين معمق في وسائل الاتصال الحديثة والأنترنت، خاصة المونطاج وأبجديات الصحافة لنشر فيديوهات تخدم أجندة الجزائر والانفصاليين، وإرسالها إلى منظمات دولية على شكل تقارير. كما يحصل كل منهم على مبلغ مالي يتراوح بين 500 وألف دولار، حسب أهمية المشارك يسلمها المنسق عمر بولسان، حيث تعطى التوجيهات الأخيرة لإشعال فتنة لا تنطفئ نيرانها فور وصول الوفود المشاركة إلى المطار.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع