عبد اللطيف جبرو
تم مؤخرا بمدينة مراكش اكتشاف عصابة خطيرة لتهريب كميات كبيرة من الكوكايين الخام، ونقلت التلفزة صورة الشاحنة التي جاءت من الجنوب إلى مراكش محملة بالمادة المخدرة، كما نشرت صورة المجموعة الأولى لأفراد العصابة، لتعود في اليوم الموالي إلى إخبار المشاهدين بأن اعتقالات قد شملت أعضاء آخرين من نفس العصابة.ولابد هنا من التنويه بقوات الأمن التي تمكنت بسرعة من إلقاء القبض على هذه العصابة الخطيرة في مجال تهريب المخدرات.لا يتعلق الأمر هنا بعصابات تعمل على ترويج منتوجات محلية معدة للاستهلاك المحلي أو للتصدير، بل نحن الآن أمام تحول كبير يجعل بلادنا تنتقل إلى مرحلة استيراد البضاعة من الخارج ليتم تصديرها فيما بعد إلى أوربا، ويتعلق الأمر بكمية كبيرة من الكوكايين الخام وتبلغ قيمة المحجوزات ملايير السنتيمات حسب ما قيل.من المؤسف أن التلفزة المغربية اكتفت بتقديم معلومات محدودة بهذا الخصوص ولم تجعل الرأي العام في صورة تفاصيل هذه القضية الخطيرة.لا يحق الحديث هنا عن وجوب ترك التحقيقات تجري مجراها في جو التكتم الاعلامي لأنه حسب الأخبار فقد تم استكمال البحث البوليسي وتم كذلك تسليم المتهمين إلى القضاء ولهذا من حق الرأي العام أن يكون الآن مطلعا على تفاصيل ملف هذه العصابة الخطيرة.ولهذا فمن الواجب أن يكون المغاربة على علم بهوية كل واحد من أعضاء العصابة وجنسياتهم، هل كلهم مغاربة؟ هل هناك أجانب يجب إخبارنا بجنسياتهم؟وهناك سؤال يتعلق بوجوب التعريف بالمسالك والطرق التي عبرت منها شاحنة الكوكايين لتصل في النهاية إلى مدينة مراكش.ثم لابد من معرفة كيف وصلت هذه الكمية من الكوكايين الخام إلى المغرب وما هو الميناء المغربي الذي استقبل الباخرة التي جاءت إلى بلادنا محملة بهذه البضاعة.ولا بد أن يكون الرأي العام على علم باسم البلاد التي جاءتنا منها هذه المخدرات وما هي البلدان الأوربية التي كان أفراد العصابة يعتزمون أن يصدروا إليها بضاعتهم.إنها أسئلة كثيرة من شأن الاجابة عنها أن تجعل المغاربة في صورة الخطورة التي تتمثل في كون بلادنا قد تصبح معبرا للمخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية والمتجهة إلى أوربا.وكيفما كان الحال فلا بد مرة أخرى من التنويه بقوات الأمن الوطني على تتبع هذه العصابة الخطيرة وتوقيف أعضائها في المرحلة التمهيدية لانطلاق العمليات من مراكش، لكن يبقى على الاعلام الرسمي أن يقوم بواجب تنوير الرأي العام بما يجري في بلادنا بدلا من الاكتفاء بتقديم معلومات سطحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق