2014/11/24

حمام عز الدين بسورية عمره أكثر من 400 عام



1
هبريس عن سانا السورية
تعد الحمامات أحد المعالم التاريخية والسياحية المهمة التي تميزت بها سورية عبر التاريخ وكان لها دور هام في الثقافة الشعبية.
سانا المنوعة التقت بهاء تيناوي صاحب حمام عز الدين الذي يقع في منتصف الشارع الطويل في باب الجابية حيث حدثنا قائلا تميزت سورية عبر العصور بحماماتها التي باتت مقصدا شعبيا له طقوسه الخاصة إذ يجد فيه قاصده ملاذاً للراحة والاسترخاء وتجاذب أطراف الحديث والترفيه عن الذات لافتا إلى أن عائلته تعمل بالحمام منذ أكثر من 100 عام.
وأضاف تيناوي أن مساحة الحمام تبلغ نحو 600 متر ويقسم إلى ثلاثة أقسام البراني الذي يضم المشالح والبهو وتزينه بحرة في وسطه وهو القسم المخصص لاستقبال الزبائن وتغيير الملابس والاستراحة بعد الحمام توجد فيه المصاطب الملاصقة لجدرانه والتي يجلس عليها الزبائن بعد الانتهاء من الاستحمام وهم ملتحفون بالمناشف يحتسون المشروبات الساخنة كالشاي والزهورات.
أما القسم الثاني فهو الوسطاني وهو أعلى حرارة من البراني ويستريح فيه الزبون للتخفيف من أثر التغيير في درجة الحرارة والاستعداد للانتقال إلى القسم الثالث الجواني الذي يتميز بدرجة حرارته المرتفعة ويضم الأجران الخاصة بالمياه الساخنة وصنابير الاستحمام والمقصورات الدافئة. OLYMPUS DIGITAL CAMERA
وتابع كان الحمام في السابق مكونا من اللبن والطينة وكان يتم تشغيله بنشارة الخشب الناعمة وبذور الليمون التي تعطي رائحة زكية وبذور المشمش ودباغات الجلود لكن بعد ترميمه استغنينا عن هذه الاشياء واعتمدنا المازوت والكهرباء وهذا ادى إلى ارتفاع الأسعار بعض الشيء.
وتابع تيناوي في السابق كان الحمام للرجال والنساء اما حاليا يقتصر رواده على الرجال فقط ويبدأ عملنا من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً نستقبل خلالها الزوار لافتا إلى أن الحمام في السابق كان يستقبل النساء وخاصة العرائس حيث كانت تأتي العروس قبل زفافها بيوم واحد برفقة عائلتها واصدقائها حيث يمضون نهارهم في الحمام لتوديعها وسط أجواء احتفالية رائعة.
وأضاف أيضا كان الحمام يستقبل المرأة “النفيسة” التي مضى على ولادتها اربعون يوما حيث تأتي برفقة مجموعة من النساء يقمن بدهن جسدها بالبيض والحنة وتسمى هذه العملية فسيخا لأن المرأة بعد الأربعين تكتب لها حياة جديدة وكان النسوة يحملن معهن الأكلات الشامية كالمجدرة والفتوش حيث يمضين يومهن في الحمام يحتفلن بالمراة والمولود وكانت تعمل في الحمام سيدة يطلق عليها الناطورة تقوم برعاية الأطفال والاهتمام بهم.
وقال تيناوي ما زال أهل دمشق يحافظون على عاداتهم وطقوسهم المعتادة ولا سيما في الافراح حيث يأتي العريس إلى الحمام بعراضة شامية وفور دخوله إلى الحمام يستلمه المكيس الذي يقوم بتكييسه وإجراء مساج ثم يخرج إلى المصطبة حيث يتم صمده وسط الأغاني الشعبية والعراضة الشامية التي تبدأ بالوصف ثم يتم تلبيسه وتزيينه ويغادر وسط الأهازيج الشعبية.OLYMPUS DIGITAL CAMERA
وأضاف يعمل في الحمام مجموعة من الأشخاص كل يكمل الآخر هناك في الاستقبال الناطور الذي يقف على المصطبة مستقبلا الزبون ويعطيه مفتاح الأمانات ثم يقوم بتوزيع منشفة خامية للاغتسال يليه التبع ويجلس في الوسطاني ومهمته توزيع المناشف للوجه والجسد ويعمل على تامين كافة طلبات الزبون وهناك المكيس الذي يقوم بتلييف الزبون ثم المدلك الذي يقوم بالمساج والبوفجي الذي يعمل على تقديم المشروبات الساخنة والباردة.
وقال الشاب جمال تيناوي ابن صاحب الحمام كل شيء مرتب في الحمام ونظيف وعند الانتهاء من استقبال الزبائن وقبل إغلاق الحمام نقوم بتعقيم الحمام بالكامل إضافة لغسل المناشف وتعقيمها.
وختم جمال بالقول رغم عزوف الناس حاليا عن الحمامات بسبب الظروف الحالية إلا أننا نحب مهنتنا ونعتاش منها ونرغب بالحفاظ عليها.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع