2014/08/07

من مسار الى مسير ومن قبل تيسير:::::::::الوزارة تسير


صدق مارشال ماكلوهانmarshall mcluhan  1911 ـ 1980 الأستاذ والكاتب الكندي والذي أحدثت نظرياته في وسائل الاتصال الجماهيري جدلاً كبيرًا، حينما تنبأ بان الوسائل التكنولوجية الحديثة ستجعل الاتصال سريعًا، لدرجة أن شعوب العالم ستنصهر في بوتقة واحدة وستشارك بشكل عميق في حياة بعضها البعض وستؤثر على أفكارها ومؤسساتها، والنتيجة كما يرى ماكلوهان
القضاء على الفردية والقومية، ونمو مجتمع عالمي جديد، وان العالم الأرضي بامتداد قاراته وأمكنته الجغرافية، وتباعد شماله عن جنوبه فيزيائيا واجتماعيا سيتحول إلى مجرد  قرية كونية صغيرة.
 ففي ظل هذا التطور الهائل في تقنيات الاتصال والمعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي، وبعد ما باتت وسائل التكنولوجيا الحديثة في متناول الجميع ولم تعد نخبوية تحتكرها فئة على حساب فئة أخرى، و لم يعد لاحتكار المعلومات دور يذكر، بل واصبحت مجموعات بمواقع التواصل الاجتماعي دول قائمة بذاتها بدساتيرها ومنظيريها بزعمائها وحكمائها، وبشعوب تعمل كخلايا نحل وتتنافس بسلاح أكثر فتكا من القنابل الهيدروجينية سلاح يمكن ان يدمر أمة ويسقط رؤساء دول ويغيير خرائط العالم وايديولوجياته، سلاح الخبر والسبق في نشر المعلومة عوض اخفائها او تخزينها في دواليب محكمة الاغلاق، سلاح الفكرة وسرعة انتشارها بغض النظر عن صحتها من خطئها، فاصبح من الاهمية بماكان على جميع الدول وبما فيها الدول المتخلفة مسايرة الركب وتقليص الفجوة الرقمية بجميع قطاعاتها الانتاجية او غير الانتاجية ان ارادت هي الحفاظ على وجودها وسيرورتها، وبات لزاما ادماج التكنولوجيات الحديثة وتوجيهيها وظيفيا وتأمينها بجميع القطاعات بل والعمل على خلق الاجماع حولها من خلال التواصل والقدرة على الاقناع، فكم من فاشل بحسن تواصله تحول الى ناجح وكم من ناجح بسوء تواصله أصبح فاشلا، وما الرجة الاخيرة التي حدثت مؤخرا بوزارة التربية الوطنية حول منظومة مسار لاخير دليل على ذلك لاعتبارات عدة، اولها سوء التواصل او انعدامه لبرنامج متطور وشامل يعتبر نقلة في الموارد الرقمية للمنظومة التعليمية،  بفضله اصبحت المؤسسات التربوية تتوفر على بوابات إلكترونية يتم الولوج إليها من طرف رؤساء المؤسسات والاطر الادارية والتربوية وأمهات وأباء وأولياء التلاميذ عبر قن سري يخول لهم الاطلاع على نتائج أبنائهم ويساعدهم على تقييم وتتبع أدائهم الدراسي من داخل بيوتهم، مشروع كبير وطموح كان حلم جميع العاملين في الحقل التربوي منذ زمن بعيد، وثانيها فشل التكوين المضاعف لعدم استعداد بعض الفئات من أطر الادارة التربوية منذ البداية للانخراط في هذا المشروع الطموح، او للتصور النمطي الذي أصبح يعرف به التكوين بكونه فترة راحة واستجمام وملء البطون والدليل انه قلما تجد مستفيذا يحتج على رداءة التكوين او ضعفه  بقدر ما يحتج على كمية الطعام او نوعية الخبز، فتتحول الدورات التكوينية الى مأدب وفرص لتغيير الاجواء، ثالثها سوء اختيار بعض الاطر المرجعية او المكونين للفعل المضاعف الذين انعدمت فيهم كفايات معينة لها دورها وأهميتها في انجاح مثل هذه التجارب الرائدة، أو لعدم تفرغها بحكم ان عدد كبير منهم يحتكر مجموعة من البرامج في ان واحد نتيجة سوء توزيع الادوار والمهام وتهميش كفاءات على حساب أخرى، رابعها تحكم ماهو مالي وميزانياتي فيما هو تدبيري، جعلت مسؤولي الوزراة يعضون على أصابعهم حتى تمر العاصفة وتصل السفن شواطئ النجاة، لذلك وجب الاستفاذة من هذه الكبوة تقييما للتجربة واصلاحا للخلل، حتى لا يتكرر الامر مع برامج أخرى هي قيد التنزيل كمنظومة كمسير الخاص بتدبير الموارد البشرية والذي يربط علاقات تواصلية مباشرة بين المؤسسات التعليمية والمصالح الاقليمية والجهوية والمركزية للوزارة تمكن من تسريع المراسلات وتدبير جل الوضعيات الادارية من التوظيف الى التقاعد، وتجعل من المعالجة الإدارية لوضعيات العاملين بالقطاع معالجة سريعة ومضبوطة، وتمكن فيما بعد من الاستغناء عن الحامل الورقي وتعويضه بالمعالجة المعولومياتية التي توفر جهد وتكاليف التنقل الى المركز، وتضبط وتقيم عمل وأداء الاطر الادارية، خصوصا وان مشكل قلة الاجهزة المعلوماتية من طابعات واجهزة سكانير للتحويل المعلومياتي للوثائق الادارية او الشخصية وضعف صبيب الانترنيت وانعدام حوامل التخزين وقلة الاطر الادارية المؤهلة يفرض تخصيص حيز خاص من الميزانية من أجل التعجيل بتزويد جميع المؤسسات التعليمية والمصالح الاقليمية والجهوية بهذه الاجهزة والمعدات مع برمجة دورات تكوينية وتواصلية مكثفة، تعزيزا للبنيات الاساسية للنظام الاعلاميائي الذي كان من حسنات البرنامج الاستعجالي 2009 2012 بوزارة التربية الوطنية خصوصا ما قدمه المشروع e3p5 المتعلق بتحديث وتحسين منظومة الإعلام، ويبقى التحدي الكبير الذي يجب اعطاءه اهمية قصوى هو جانب تأمين هذه البرانم وحمايتها من كل اختراق او قرصنة وذلك بتنشيط الجدران النارية واقتناء برامج الحماية وتثبتيها بجميع الحواسيب وتفعيل الشبكات الداخلية، كل هذا سيجنب مثل هذه البرامج كبوات المستقبل ويسهل عملية تنزيل الانظمة المعلومياتية، ويجعل الوزارة رائدة في هذا المجال بل يجعل منها مرجع خبرة واستشارة لمجموعة من القطاعات الاخرى بالنظر الى قيمة وعدد الملفات التي تعالجها.
ان الوزارة ملزمة اليوم من اي وقت مضى باخراج النصوص القانونية المنظمة والمواكبة والمؤمنة للطفرة المعلومياتية التي يعرفها القطاع، ومجبرة مستقبلا على اشتراط مجموعة من المعارف التقنية والمعلومياتية لمدبري ومسؤولي القطاع عند التباري لشغل مهمة أو مسؤولية او لاسناد منصب، وادراجها عند إعداد الدليل المرجعي للوظائف والكفاءات، ومن تم بلورة إطار مرجعي للكفاءات يمكن من ضبط الوظائف الموجودة والبيانات المكونة لها مع جرد المعايير التي تتطلبها، ويسمح بالتالي على المساعدة في الاستثمار الأمثل للموارد البشرية وتدبيرها الأني والتوقعي
خالد الزهاني

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع