2014/08/28

المقاومة تقول كلمتها


صحيفة-تشرين-جديد 
هبريس عن صحيفة تشرين
قالت المقاومة الفلسطينية كلمتها بعد أكثر من خمسين يوماً من الصمود بوجه العدوان الإسرائيلي الوحشي، واستطاعت بفضل الالتفاف الشعبي خلفها من فرض شروطها وإجبار قادة الاحتلال على وقف العدوان من دون تحقيق أي من الأهداف التي وُضعت كذريعة قبل السابع من تموز.
كلمة المقاومة قد تكون الأقوى بوجه «إسرائيل» عبر جولات العدوان السابق، حيث استطاعت إجبار الاحتلال على القبول بفتح المعابر وحرية حركة الأفراد وإدخال المساعدات والسماح بإعادة الأعمال وفتح مجال الصيد البحري من دون أن تعطي الاحتلال شيئاً يستطيع أن يفاخر به أمام الإسرائيليين، وهذا ما بدا جلياً من خلال الأصوات التي تعالت داخل ما يسمى «المجلس الأمني المصغر»، ووصف أحد أعضائه الاتفاق مع المقاومة بـ«اتفاق العار».
غزة والفلسطينيون انتصروا بصمودهم ووحدتهم والتفافهم حول المقاومة كخيار ونهج في الداخل والخارج وهذا ما تجلى طوال أيام العدوان من خلال مجريات مفاوضات القاهرة التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
بالتأكيد صمود غزة وما استطاعت انتزاعه من جبروت الاحتلال لم يتحقق بسهولة وبالمجان، فقد دفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً، وغافل من يتجاهل الشهداء والجرحى والدمار، فهذه ليست أرقاماًَ بقدر ما هي ضريبة الصمود لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة ورفع الحصار الجائر ووقف سياسة العقاب الجماعي والاغتيالات.
لقد أعادت المقاومة بصمودها وتضحياتها البريق لنهجها ليس في فلسطين فحسب، بل في المنطقة وهذا ما سيكون له أثر كبير في المستقبل على ضوء ما يواجه العرب اليوم من مشاريع «ربيع الفوضى والخراب» الرامية إلى ضرب دول المقاومة وتعميم ثقافة الهزيمة والاستسلام والفكر التكفيري الهدام الرامي إلى تفتيت المنطقة وضرب عناصر القوة والصمود بوجه المخططات الأمريكية- الصهيونية.
باختصار استطاعت غزة الانتصار بدماء أبنائها رغم الخذلان العربي والتواطؤ الدولي ولقنت قادة العدو دروساً قاسية لن يكون بمقدار نتنياهو ويعالون بعدها سوى الانزواء على غرار من سبقهم من الفاشلين الذين باتوا مجرد أسماء في قائمة العار والفشل والمساءلة قبل أن يواجهوا المصير نفسه الذي واجهه قبلهم الفاشلون في حروب 2008 و2006 والانسحاب المذل من جنوب لبنان عام 2000.

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع