2014/08/27

توأمة وهمية بين بومدراس وبوجدور

 
عبد الطيف جبرو

المسؤولون في التلفزة الجزائرية يطلبون من المكلفين بقسم الأخبار القيام بمهمة البحث كل يوم عن أي شيء يمكن اعتباره من قريب أو من بعيد حدثا يهم قضية الصحراء المغربية . والهدف هو ألا تخلو أية نشرة إخبارية من الحديث عن هذه القضية.

هناك عدة أيام تتوالى دون أن يجد المكلفون في قسم أخبار التلفزة الجزائرية منا يشفي غليلهم فيتخيل لهم أن ملف الصحراء وكأنه قد أغلق ولم يعد ثمة ما يستوجب إثارة هذا الملف على شاشة التلفزة الجزائرية .

ولكن ما هي إلا أيام معدودة حتى يعثر المكلفون بأخبار التلفزة في الجزائر على ما يبرر تخصيص حيز من النشرة لقضية الصحراء وهذا ما حصل في الأيام الأخيرة.
والمناسبة  هي حفل التوقيع على توأمة ما بين مدينة بومدراس الجزائرية ومدينة بوجدور الصحراوية.

فيما يخص مدينة بومدراس فالأمر يتعلق ببلدية حقيقية مثلها من المدن التي يحق لممثليها أن يوقعوا باسمها على أي تعاقد  ولكن الأمر يختلف بالنسبة لمدينة بوجدور.
فأي مدينة بوجدور تحدثوا عنها في التلفزة الجزائرية على أساس هذه التوأمة المزعومة؟

إن حكام الجزائر لا يعترفون بالواقع الذي يسود الأقاليم الصحراوية ولا يعترفون بالمؤسسات القائمة في مختلف  المدن والأقاليم الصحراوية التي عادت إلى الوحدة الوطنية منذ حوالي أربعين سنة وجرت فيها انتخابات وطنية ومحلية.
وبالتالي فمدينة بوجدور تتوفر على مجلس جماعي يمثل سكانها في تدبير الشأن المحلي وهذا المجلس بالذات ليس معنيا بحفل التوأمة الذي تحدثوا عنه في التلفزة الجزائرية .
لكن حكام الجزائر مثلما اختلقوا للصحراء المغربية  كيانات وهمية يدعون أنها تمثل سكان الصحراء كبرلمان أو كحكومة وسفراء ونقابات فقد أضافوا إلى هذه المؤسسات الوهمية مجالس جماعية وهمية لا علاقة لها بالتدبير الجماعي الميداني لسبب بسيط هو أن أعضاء هذه المجالس الوهمية لا علاقة لهم بالحياة اليومية السائدة في الصحراء المغربية ومختلف مدنها كما مدينة بوجدور.
  يمكن القول أن الأمر يتعلق بمجموعة من الخيم القليلة في تندوف يطلقون عليها اسم هذه المدينة أو مدينة أخرى من مدن الصحراء.

إن ما قدمته التلفزة الجزائرية عن حفل توقيع على توأمة ما بين مدينة بومدراس الجزائرية ومدينة بوجدور لا يمكن على الإطلاق اعتباره حدثا حقيقيا.
إن التوأمة بين مدينتين هي برنامج عمل للتعاون ما بين طرفين موقعين على وثيقة التوأمة.
وإذا كان الأمر يتعلق فقط بتوأمة ما بين مدينة بومدراس ومجلس يسمونه مجلس بوجدور ويقيم أعضاؤه بعيدا عن مدينة بوجدور الحقيقية. فهذا ما يمكن اعتباره مجرد وهم من الأوهام  التي يحتاج إليها الإعلام الجزائري لأن حكام الجزائر من باب استمرار إثارة ملف الصحراء يحتاجون إلى هذه الأوهام للمغالطة والتضليل واستمرار نهج سياسة العداء للوحدة الترابية المغربية

ولهذا لا يخجل المكلفون بالأخبار في التلفزة الجزائرية من الحديث مطولا  عن توأمة وهمية بين بومدراس وبوجدور.



ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع