عبد الطيف جبرو
المسؤولون في التلفزة الجزائرية يطلبون من المكلفين بقسم الأخبار القيام بمهمة البحث كل يوم عن أي شيء يمكن اعتباره من قريب أو من بعيد حدثا يهم قضية الصحراء المغربية . والهدف هو ألا تخلو أية نشرة إخبارية من الحديث عن هذه القضية.
والمناسبة هي حفل التوقيع على توأمة ما بين مدينة بومدراس الجزائرية ومدينة بوجدور الصحراوية.
فأي مدينة بوجدور تحدثوا عنها في التلفزة الجزائرية على أساس هذه التوأمة المزعومة؟
وبالتالي فمدينة بوجدور تتوفر على مجلس جماعي يمثل سكانها في تدبير الشأن المحلي وهذا المجلس بالذات ليس معنيا بحفل التوأمة الذي تحدثوا عنه في التلفزة الجزائرية .
لكن حكام الجزائر مثلما اختلقوا للصحراء المغربية كيانات وهمية يدعون أنها تمثل سكان الصحراء كبرلمان أو كحكومة وسفراء ونقابات فقد أضافوا إلى هذه المؤسسات الوهمية مجالس جماعية وهمية لا علاقة لها بالتدبير الجماعي الميداني لسبب بسيط هو أن أعضاء هذه المجالس الوهمية لا علاقة لهم بالحياة اليومية السائدة في الصحراء المغربية ومختلف مدنها كما مدينة بوجدور.
يمكن القول أن الأمر يتعلق بمجموعة من الخيم القليلة في تندوف يطلقون عليها اسم هذه المدينة أو مدينة أخرى من مدن الصحراء.
إن التوأمة بين مدينتين هي برنامج عمل للتعاون ما بين طرفين موقعين على وثيقة التوأمة.
وإذا كان الأمر يتعلق فقط بتوأمة ما بين مدينة بومدراس ومجلس يسمونه مجلس بوجدور ويقيم أعضاؤه بعيدا عن مدينة بوجدور الحقيقية. فهذا ما يمكن اعتباره مجرد وهم من الأوهام التي يحتاج إليها الإعلام الجزائري لأن حكام الجزائر من باب استمرار إثارة ملف الصحراء يحتاجون إلى هذه الأوهام للمغالطة والتضليل واستمرار نهج سياسة العداء للوحدة الترابية المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق