2014/08/31

حين «يبشر» الملك بالإرهاب..!!

 22
علي قاسم جريدة الثورة 
بشّر ملك بني سعود الغرب بقرب غزوة داعش لديارهم، ومع «تبشيرته» تلك لم ينس أن يقدم جملة من المواعظ التي تدخل في باب الدجل التخريفي، حين أشار صراحة إلى الدور الذي مارسته المؤسسة الدينية المتطرفة في مملكته في الداخل والخارج على حد سواء.
بغض النظر عن مدى الأخذ بها إقليمياً ودولياً، فإنها تنطوي على جوانب في غاية الغرابة على مبدأ (شر البلية ما يضحك)، وهي تحاكي النموذج السائد في المنطقة بعد الهرج والمرج الذي أثارته غزوات داعش الموصوفة منها أو تلك الدائرة على أبواب الحسابات والمعادلات الموازية لها.‏
على التوازي معها كانت الأمم المتحدة تبدع في رسم الافتراضات التي تحاكي مهمة الإرهاب، ولا تبتعد كثيراً عن منطق التبشير، حين تجتر مقولة الإرهابيين بحرفيتها مرددة بأن حجز جنود الأمم المتحدة في الجولان يعود إلى الرغبة في توفير الحماية لهم!! ولا تخجل المنظمة الدولية من التسليم بما يقوله الإرهابيون أم أنه الاحتماء بهم لتخفيف عجزها والتغطية على فشلها في محاكاة الواقع.‏
بين هذه وتلك ثمة مبارزة غير معلنة أو مخفية تدور رحاها على المقلب الآخر من المشهد في المنطقة، قوامها ما يجري تداوله علناً بعد أن نطقت به همساً دوائر القرار الغربي على مدى عقود خلت، وهي تحاول ان تنتج خليطاً من التباين في نسيج أدواته من أجل محاورجديدة في تكامل الأدوار، اقتضت في كثير من الأحيان المزاوجة بين نموذجين غير قابلين للتقاطع من حيث الشكل، وإن تطابقا في المضمون.‏
الفارق أن بني سعود يجاهرون اليوم بحالات الرعب والهلع، ولا يخفون هواجسهم من الامتدادات المحتملة والاستطالات القائمة، التي تحولت وفق اوباما إلى سرطان يحتاج إلى اجتثاث، لكن الاجتثاث قد لا يكفي على الأقل من وجهة نظر الطب، حيث تتطلب عوامل الأمان تجريف الحلقات القريبة منه، وخصوصاً الملتصقة به، ولا يخفى على سيد البيت الأبيض مكان وجودها، ولا عددها، وفي مقدمتها من يذهب بعيداً في «تبشيراته».‏
لن نخوض في نقاش ما يذهب به الخوف، وما تفرضه الخشية من طقوس إضافية، ومن منابر جديدة للتنظير على المنطقة والعالم، خصوصاً حين تتوفر كل تلك القرائن على الأصابع التي رعت الإرهاب وموّلته واحتضنته، رغم غياب الاستراتيجيات الأميركية التي عادت إلى تصحيحها دبلوماسياً بعد فوات الأوان.‏
في ظل ما يحفل به المشهد الدولي من كوارث إضافية تتناسخها ألسنة كانت صامتة على مدى سنوات خلت، يبدو طبيعياً أن تتصدر المنصة من بوابة التبشير أو من زاوية الأحجيات والألغاز, حول الدور غير المسبوق للإرهاب، على قاعدة فقهية خرجت بها المنظمة الدولية تتطابق مع قواعد التشريع السياسي، الذي يتقدم به ملك بني سعود.‏
في أرذل العمر أو في النهايات الكبرى للأحداث التي تسبق المخاض الصعب، تتناثر الزوايا المحكمة الإغلاق، وتتسابق على فتحها بالتناوب المنظم الخنادق والمتاريس المحمولة على أكف الإرهاب في السياسة والدبلوماسية، وهي تجاري رياحاً عصفت بالمنطقة والعالم، وتجاهر على الملأ ما بات اليوم يُبكي بعدما كان في الماضي يُضحك.‏
وحين يصبح ملك بني سعود عرافاً او قارئ فنجان لا يكفي الغرب أن يستعيض عن «قاعدته» «بجبهته»، ولا صهيونيته بداعشه، بل أن يستقرئ حدود ومساحات الوباء الذي زرعته أطماعه والجبهات التي تنشرها على عجل أدواته، وفي ذلك استدراك، وإن كان لا ينفع، لكن قد يكون أضعف الإيمان!!‏

بقلم.. علي قاسم

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع