
عبد اللطيف جبرو
طوال عدة أيام ظلت إسرائيل تقول بأن أحد جنودها قد تم اختطافه بعد إحدى عمليات الهجوم العدواني على غزة، فأصبح موضوع اختطاف الجندي الاسرائيلي واحتمال سقوطه رهينة في يد الفلسطينيين أهم بكثير من الضحايا الذين يسقطون يوميا جراء هجومات جيش العدوان ومنهم أطفال وصبيان ورضع ونساء ممن سيصل تعدادهم إلى حوالي ألفي قتيل وآلاف الجرحى.الفلسطينيون كذبوا منذ الوهلة الأولى أن يكون عندهم جندي اسرائيلي أسيرا ومع ذلك توالت التعاليق على أساس أن جنديا اسرائيليا يوجد رهينة عند إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية بل اعتبروا ذلك ضربة تلقاها الجيش الاسرائيلي في حملته الوحشية على قطاع غزة.ومن الذين صدقوا تلك الكذبة الاسرائيلية هناك الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال في خطاب ظلت تردده محطات التلفزة عبر العالم بأن على مختطفي الجندي الاسرائيلي أن يطلقوا سراحه حالا وبدون قيد أو شرط، وكانت لهجة خطابه لا تخلو من التهديدات.وفي النهاية تبين أن الجندي الاسرائيلي كان قد لقي مصرعه في إحدى عمليات الهجوم على غزة وفيما بعد ظهرت على شاشة التلفزة مراسيم دفنه فتأكد أن الرئيس الأمريكي يصدق كل ما يقوله الاسرائيليون حتى عندما يروجون أخبارا لا أساس لها من الصحة.ويظهر أن الأمريكيين يفقدون مشاعرهم الإنسانية عندما يتعلق الأمر بمساندة اسرائيل لتبرير أي عمل عدواني تقوم به ضد الشعب الفلسطيني بدعوى الدفاع عن النفس.فأمام هول المذابح والجرائم التي ارتكبها جيش العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة جاء في إحدى القصاصات الاخبارية بأن أمريكا تأسف لسقوط مدنيين في هذه الحرب، ولكن بعد ذلك جاء في قصاصة أخرى بأن الإدارة الأمريكية تتفهم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وكأن قتل الأطفال والرضع وأمهاتهم وتخريب ديارهم يمكن اعتباره دفاعا عن النفس.هل يصدق الانسان الموقف الأمريكي الذي يقول بأنهم في أمريكا يأسفون لسقوط المدنيين أم عليه أن يصدق كلامهم عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها؟في الحقيقة هناك خبر ثالث هو الذي يؤكد الموقف العملي للإدارة الأمريكية من العمليات التي يقوم بها جيش العدوان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين إذ تحدث الأخبار عن تزويد واشنطن اسرائيل لما يكفي من الذخيرة لاستمرار العمليات العسكرية وذلك في سياق ما يسميه الأمريكيون بالحلف الاستراتيجي الذي يربط دائما وأبدا الولايات المتحدة الأمريكية بالكيان الاستراتيجي.وفي الحقيقة فإن تسليم الأطنان من الذخيرة الأمريكية لجيش العدوان معناه أن اسرائيل استنفذت في عدوانها على المدنيين الفلسطينيين ما كان متوفرا لها في مخازنها العسكرية، فباتت محتاجة إلى المزيد من الذخيرة لكي يستمر عدوانها.ولهذا يمكن القول بأن الحلف الاستراتيجي الأمريكي الاسرائيلي يقوم على عدة أهداف أهمها القيام بعمليات عسكرية وهجومات وحشية متواصلة لإبادة الشعب الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق