2014/10/09

دولة داعش ودولة إسرائيل

قام إرهابيون في الجزائر يعلنون ولاءهم وتبعيتهم لداعش أو الدولة الاسلامية في العراق والشام بارتكاب جريمة بشعة بإقدامهم على ذبح سائح فرنسي مسالم جاء إلى منطقة القبائل لممارسة رياضة تسلق الجبال.

بطبيعة الحال حاول أعداء الدين الاسلامي الحنيف استغلال هذه الجريمة البشعة على اعتبار أن مرتكبيها يقولون بأنهم يقومون بعملهم الوحشي دفاعا عن دولة إسلامية تدعي الدفاع عن الدين الاسلامي المهدد بالكفر والإلحاد.

كان من الضروري أن يعلن المسلمون تبرئتهم من داعش وهذا ما فعلوه في العديد من أنحاء العالم وفي مقدمة من تجندوا للتنديد بالجريمة الارهابية واستنكار هذا العمل الوحشي في جبال القبائل بالجزائر مسلمو فرنسا، حيث قامت التنظيمات الرسمية التي تمثل مسلمي فرنسا بعدة مبادرات هدفها أن على العالم أن يعرف بأنه ليست لداعش ولا من يرتكب الجرائم الارهابية باسمها أي صلة بالدين الاسلامي دين السلام والتسامح إذ أكد خطباء باسم التنظيمات التي تمثل رسميا الاسلام في فرنسا كدين يحتل الدرجة الثانية في الديانات السماوية في فرنسا أن الاسلام يعتبر من قتل شخصا واحدا كأنه قتل كل البشر.

هكذا قامت التجمعات الرسمية للمسلمين في فرنسا بواجبها عندما أخذت المبادرة لتنظيم تظاهرات كبرى أكدت تضامن المسلمين مع عائلة مواطن فرنسي ذهب ضحية الارهاب الظالم وتضامنهم كذلك مع كل الشعب الفرنسي. وكان الهدف هو أن يعرف العالم أن تنظيم داعش الارهابي لا يمكن أن يحظى بالتأييد والمساندة من طرف المسلمين سواء في فرنسا أو في غيرها من دول العالم.

قبل ذلك بأسابيع كانت دولة إسرائيل قد قامت بعدوان وحشي على الفلسطينيين في قطاع غزة كان نتائجه استشهاد أكثر من ألفي من المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة أما الجرحى والمعطوبين فقد ارتفع عددهم جراء هذا العدوان الهمجي إلى ما يفوق العشرة آلاف، علاوة على تخريب العديد من بنايات السكن وتحطيم المؤسسات الدراسية والاستشفائية والمنشآت الادارية والتجارية والمصرفية.

جراء ذلك ارتفعت عدة أصوات عبر العالم منددة بجرائم الجيش العدواني لدولة إسرائيل وشهدت عدة مدن فرنسية مظاهرات لاستنكار العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة وتناقلت محطات التلفزة عبر العالم صور الأطفال والأمهات ومعهم أطفال رضع سقطوا ضحايا هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش التابع لدولة إسرائيل.

لكن التنظيم الرسمي لليهود في فرنسا وقف ضد التيار حيث اتخذ «الكريف» مبادرة تنظيم مظاهرة لليهود كان هدفها هو مساندة دولة إسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين في قطاع غزة.

هذه المفارقة بين موقف المسلمين في فرنسا الذين نددوا بجريمة دولة داعش تقابلها مواقف اليهود المؤيدين لجرائم دولة إسرائيل، وهذا ما يجب أن يستحضره دائما الرأي العام في فرنسا وفي جميع أنحاء العالم.

عبد اللطيف جبرو

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع