2014/07/18

غير شي مغاربة ماتو..

غير شي مغاربة ماتو..
نجاة حمص

لعلنا كسكان أجمل بلد في العالم كنا نحلم أن نحظى بمكانة ارفع من مكانة ال"ذبان" التي يقوم المسئولون بتحسيسنا بها وتذكيرنا إياها عقب كل كارثة ومأساة,وذلك عبر العصور والأحقاب,ولعل آخر تذكير جاء كان بعد فاجعة "بوركون",حيث سحق عشرات المواطنين سحقا,تحت أطنان من الاسمنت والياجور,فما كان من الإعلام السمعي البصري إلا أن أشار للأمر على استحياء, بلطف وحنان,عازفا لحنا حزينا لاستجداء الدمع العصي,ثم سرعان ما تعوذ بالله واسترجع, ليفتح قلبه و شعوره "متحيرا" على نغمات السهرات الفنية "مدردكا" على صرخات المفجوعين وشهقات المكلومين,فاتحا فاه على أخره على الطُّرَف " الباسلة" للفكاهة والضحك و"الحي أبقى من الميت..شكون هاد الميت كاع؟"..
فالميت أكيد انه لا يستحق الحداد ولا حتى لثلاثة أيام,ولا بمقام يسمح بوضع إشارة هذا الحداد على القنوات العمومية,فالأموات ليسوا منحدرين من عائلات يبتدئ اسمها العائلي ب"بن..",لذلك لا ضير من دفنهم مرة ثالثة,لكن هذه المرة إعلاميا,فحتما لم تكن لهم وجوه "فوطوجينيك" لتظهر للعموم,ولو كان بينهم " شي گاوري",لأصبح للمقام مقال ومقال,ولتهاطلت برقيات التعزية ورسائلها كما تتهاطل أخبار السوء,ولجند لتغطية الخبر صحفيو النفير العام,الذين لا يخرجون من سباتهم إلا لتغطية الزيارات السامية أو قراءة المراسيم العالية بالله..
وكم يغتاظ المواطن وهو يقارن مكانته في وطنه بمكانة مواطني باقي الدول,حيث تألف الأغاني تأبينا وتعزية,مرفقة بصور الضحايا,وتستقر شارة الحداد على طرف التلفاز لأيام وأيام,كما تقطع البرامج الاعتيادية لتذاع أخرى لها علاقة بالمأساة,دون أن ننسى انعقاد المجالس الاستثنائية,والمحاكمات المستعجلة لكبار المسئولين,وسيل الاستقالات والتسريحات..
ذلك ما يجري به العمل هناك "برا",أما هنا فالوضع غييير..
الوضع في المغرب غير كل هذا,كوننا اذكي شعب في العالم,ولد الصراع المحموم بين الصحفيين هو حول ممثلة تصادف وجودها مع قرب سجود العمارات السكنية لبارئها,تجاهل الكل المسحوقين ليتسابقوا إلى الخبر الفني,فالفن هو مكة صحفيي المغرب,وحوله تدور أقلامهم,وعليه تتصارع عدساتهم..
أما ما يؤكد احترام شعور أهالي الضحايا,فهو السير العادي للمجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء " اللي بغا يموت يموت.. ",فأصحاب القرار في مكانهم متمسكين بمقاعدهم بكل ما أوتوا من وقاحة,ساجدين ملوحين بانجازات كلها فل وياسمين,حتى إذا تحرك الشعور بالذنب قبر باعتقال عامل البناء المسئول عن المصالح المكلفة بمراقبة عمليات البناء غير القانوني,التابعة لقسم التعمير بالمجلس البلدي..
المهم عودة لبرامجنا,وبالله عليكم لا يصيبكم هلع ولا دلع,غير شي مغاربة ماتو..

ليست هناك تعليقات:

أخبار رئيسية

شاشة الموقع